اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة "الجيلالي بونعامة" بخميس مليانة عبد الرحمان تونسي اليوم الأربعاء انتفاضة ريغة التي جرت أحداثها ببلدية عين التركي بولاية عين الدفلى يوم 26 أبريل 1901 بمثابة "طفرة تاريخية" كذبت ما كانت تروج له السلطات الفرنسية الاستعمارية في تلك الفترة عن نهاية المقاومة. وأكد الأستاذ تونسي في تصريح لوأج على هامش إحياء الذكرى ال122 لانتفاضة ريغة ضد المستعمر الفرنسي, أن هذه الأخيرة كانت "طفرة تاريخية كذبت ما كانت تزعمه السلطات الفرنسية الاستعمارية بقضائها نهائيا على المقاومة الشعبية في تلك الفترة و أن الجزائر أصبحت بعد ذلك مستعمرة هادئة". وأضاف أن السلطات الاستعمارية في سنة 1901 كانت تقول أن الجزائر "أصبحت فرنسية و لا يمكن أن تقوم فيها ثورة", مشيرا أيضا إلى أن هذه الانتفاضة التي كانت مفاجئة للمستوطنين و الإدارة الفرنسية آنذاك كانت "فاتحة خير" على الجزائر إذ لعبت "دورا كبيرا في نشر اليقظة في أوساط الشعب و التأثير عليه", كما قال. وأوضح الأستاذ الجامعي أن الطريقة الرحمانية لعبت "دورا كبيرا في هذه الأحداث", حيث كان الشيخ محمد يعقوب بن الحاج أحمد الذي قاد انتفاضة ريغة يتنمي إلى زاوية "سيدي أمحمد بن يحي" الموجودة في المنطقة و التي انطلقت منها التحضيرات للأحداث, لافتا إلى أن البداية الفعلية للانتفاضة كانت من منطقة تيزي أوشير بعين التركي. أما فيما يخص الأسباب التي كانت وراء الانتفاضة, أفاد أستاذ التاريخ بجامعة الجيلالي بونعامة أن سكان المنطقة كانوا في تلك الفترة يخضعون لتعسف المستعمر و تصرفاته القمعية كما كان أيضا يلزمهم بدفع ضرائب كثيرة للسلطات الاستعمارية. وأضاف الأستاذ أن السلطات الاستعمارية قامت بقمع الانتفاضة و أدانت المشاركين فيها بتاريخ 11 ديسمبر 1902 بمدينة مونبلييه الفرنسية, و حكمت عليهم بالسجن ونفت بعضهم إلى معتقل "كايان" الموجود بمدينة "غويانا" الفرنسية الواقعة بأمريكا الجنوبية, مضيفا أن الكثير منهم ماتوا في هذا المعتقل منهم الشيخ محمد يعقوب بن الحاج أحمد الذي فارق الحياة يوم 18 مارس 1904. للإشارة, أشرفت السلطات الولائية على مراسم إحياء الذكرى 122 لانتفاضة ريغة (26 أبريل 1901) ببلدية عين التركي التي تضمنت معرضا للصور التاريخية حول الذكرى التاريخية والمقاومة الشعبية, و انطلاق مقابلة في كرة القدم لفئة الأصاغر على مستوى الملعب البلدي.