يتعين توثيق الشهادات الشفوية حول تاريخ الثورة التحريرية المظفرة من طرف من عايشوا أحداثها, حسبما أعرب عنه اليوم الخميس بسكيكدة المؤرخ والباحث الأكاديمي, الدكتور محمد الأمين بلغيث. و أكد ذات المتحدث في مداخلته الموسومة ب "كتابة تاريخ الثورة بين الشهادة الشفوية والوثائق الأرشيفية" على هامش الاحتفال بالذكرى ال 66 لمعركة وادي زقار (11 مايو 1957) التي شهدتها منطقة عين قشرة (أقصى غرب سكيكدة) أنه "يستوجب توثيق الشهادات الحية من المجاهدين والأشخاص الذين عايشوا مختلف الأحداث التي وقعت إبان ثورة نوفمبر المجيدة". و أشار الدكتور بلغيث إلى أهمية توثيق الشهادات الشفوية, معتبرا إياها الكنز الذي سيحفظ الذاكرة التاريخية. و أبرز أيضا أنها "ستشكل الأرشيف الذي يعتمد عليه الباحثون والمؤرخون في دراساتهم", موصيا في هذا السياق بتفادي الاستعانة بأي وثائق تاريخية قبل معرفة السياق الذي كتبت فيه. و تعد معركة وادي زقار -حسبما ذكره بعض المجاهدين- على هامش الاحتفال بالذكرى على مستوى النصب التذكاري المخلد للمعركة بمنطقة عين قشرة "إحدى أهم المعارك التي عرفتها الولاية الثانية التاريخية نظرا لنجاحها التام وتأثيرها على الجيش الفرنسي مقابل الأثر النفسي الذي تركته على المجاهدين من خلال رفع معنوياتهم". فبتاريخ 11 مايو 1957 نصب قادة الفيلق التابع للولاية التاريخية الثانية وهم مسعود بوعلي ومختار دخلي المدعو "البركة" ورابح بلوصيف وعيسى عبد الوهاب كمينا لقافلة فرنسية كانت قادمة من مدينة سكيكدة محملة بالذخيرة حيث تم جمع أزيد عن 300 مجاهدا مسلحين ببنادق صيد وأسلحة أخرى حربية مختلفة لتنفيذ هذه العملية. و عند مرور القافلة فاجأ المجاهدون العدو الفرنسي وحاصروه بمنطقة وادي زقار حيث انتهت العملية بعد 20 دقيقة من القتال لصالح جيش التحرير الوطني دون تسجيل خسائر بشرية في صفوف المجاهدين في حين أسفرت عن تدمير قافلة التموين العسكرية الفرنسية عن آخرها والتي كانت مدججة بالعتاد والسلاح واسترجاع العديد من الأسلحة والرشاشات الثقيلة وقتل أزيد من 90 جنديا فرنسيا. و قامت السلطات الولائية المدنية والعسكرية وكذا الأسرة الثورية بالمناسبة بالوقوف أمام النصب التذكاري المخلد للذكرى، للترحم على أرواح الشهداء وقراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم واستذكار مآثرهم كما تم تكريم بعض المجاهدين.