أحيت، أمس، سكيكدة، الذكرى 62 لمعركة وادي زقار التاريخية ببلدية عين قشرة، بحضور مواطني المنطقة بأعداد كبيرة، وممثلين عن الأسرة الثورية، تم بالمناسبة الوقوف عند النصب التذكاري المخلد للمعركة للترحم على أرواح الشهداء وقراءة الفاتحة واستذكار مآثر الشهداء الذين سقطوا بميدان الشرف في 11 ماي 1957. معركة وادي زقار من أهم المعارك التي عرفتها الولاية الثانية التاريخية، لنجاحها الكبير وتأثيرها على الجيش الفرنسي، وفي المقابل أثرها الإيجابي على المجاهدين ورفع معنوياتهم، حيث تم تدمير قافلة تموين عسكرية عن آخرها كانت مدججة بالعتاد والسلاح، واختار مسؤولو الولاية الثانية التاريخية منطقة زقار لتنفيذها، حسبما أكده بعض المجاهدين الذين شاركوا بالمعركة. فقد قام مجموعة من المجاهدين آنذاك حسب نفس المصادر، على رأسهم علي مسعود، دخلي مختار المعروف ب«البركة”، عبد الوهاب عيسى، وبلوصيف رابح، وبوالكرشة لخضر على تنظيم الكمين وتنفيذه، حيث نصب فيلق يبلغ تعداده 600 مجاهد كمينا لقافلة عسكرية فرنسية تتكون من 17 حافلة عسكرية معبأة بالجنود الفرنسيين ومعهم ثلاث دبابات وسبع سيارات مدنية، حيث اصطفى المجاهدون على جانبي الطريق وبمجرد أن دخلت القافلة وسط الكمين قاموا بإطلاق النار من الجانبين، لتسفر المعركة عن اغتنام العديد من الأسلحة والرشاشات الثقيلة فيما تم قتل 93 جنديا في صفوف العدو وأسر 12 جنديا، أما من جانب جيش التحرير فقد استشهد منه ثلاثة مجاهدين وجرح أربعة آخرين، وكان رد فعل المحتل قاسيا جدا، حيث قام في اليوم الموالي بتدمير قرى ومداشر وإحراق المنازل وقتل المدنيين ومواشيهم وإعلان منطقة عين قشرة “منطقة محرمة”.