ثمن مشاركون في فعاليات اليوم الدراسي الموسوم " الإعلام بالأمازيغية في الجزائر.. تثمين للتجربة واستشراف المستقبل" اليوم السبت بباتنة تجربة الإعلام الجزائري باللغة الأمازيغية. وأثنى الإعلاميون والأساتذة المتدخلون في هذا اللقاء المنظم من طرف المحافظة السامية للأمازيغية بالشراكة مع جمعية المراسلين والصحفيين الأوراس باتنة, على المسار الحافل للإعلام باللغة الأمازيغية في الجزائر والأشواط التي قطعها في سبيل تعزيز حضور هذه اللغة الوطنية في المشهد الإعلامي الوطني. وبالمناسبة أبرز عمار بن جدة, رئيس السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري في مداخلته الافتتاحية بعنوان "مسار الإعلام بالأمازيغية في الجزائر", بأن الجزائر خطت خطوات معتبرة في ترسيخ الأمازيغية لغة وهوية ضمن دستورها ومنظومتها الثقافية, مشيرا إلى أن الإعلام باللغة الأمازيغية يمثل أحد أبرز تجليات هذا المسار بعدما أصبح اليوم أكثر حضورا في المشهد الإعلامي عموما والسمعي البصري على وجه الخصوص, متجاوزا مرحلة الرمزية نحو المساهمة الفعلية في إنتاج خطاب إعلامي وطني جامع. وفي ذات السياق أكد ذات المتحدث "أن الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية لم يكن غاية في حد ذاته بل دعوة مفتوحة لكافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية إلى تحمل مسؤولياتها في تبني هذه الهوية وتجسيدها بشكل مهني ومسؤول". وأشار السيد بن جدة إلى أن تعزيز مكانة الأمازيغية لم يتحقق فقط عبر الزمن الإعلامي المخصص لها بل تجسد أيضا في نوعية الخطاب المقدم ومدى انخراطه في تكريس التنوع والوحدة ونبذ الإقصاء والتفرقة. وبعدما ثمن رئيس السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري التجارب القائمة في الإعلام بالأمازيغية, دعا القائمين على تسيير مختلف المؤسسات الإعلامية إلى المزيد من التكوين والإنتاج النوعي والدعم المؤسسي بما يضمن لهذا المسار الاستمرارية والتطور. من جهته نوه مجيد فرحاتي مدير القناة الإذاعية الثانية بالدور الهام للقناة التي يديرها وكذا ال 27 إذاعة محلية التي تبث على مدار ساعات اليوم برامج ونشرات إخبارية, مؤكدة بذلك أن الأمازيغية لغة تستعمل كأداة اتصال تنقل أفكارا وخطابات دقيقة ترتبط بشتى مناحي الحياة لتنشر الوعي في مجالات متعددة. وبدوره قام قاسم دحماني مدير القناة الرابعة بعرض تجربة اللغة الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري في الجزائر والتلفزيون الجزائري بصفة خاصة والتي كانت بدايتها سنة 1992 من خلال بث ملخص إخباري بعد نشرة الواحدة يعاد بعد نشرة منتصف الليل قبل أن تبث سنة 1996 أول نشرة باللغة الأمازيغية في التلفزيون الجزائري بالمتغير الشاوي بمناسبة الذكرى الأولى لإنشاء المحافظة السامية للأمازيغية, تلتها بقية المتغيرات الأمازيغية إلى غاية إطلاق القناة الرابعة في التلفزيون الجزائري في 18 مارس 2009 وخوضها مسيرة حافلة دامت أكثر من 16 سنة. كما أبرز محمد زغداني المدير الجهوي لوكالة الانباء الجزائرية بشرق البلاد ممثلا للمدير العام لذات المؤسسة الوطنية في مداخلته التي ألقاها بالمناسبة الجهود التي قامت بها وكالة الأنباء الجزائرية خلال السنوات الأخيرة والتي تم بمقتضاها تطوير الموقع باللغة الأمازيغية الى قسم لبث الأخبار باللغة الأمازيغية عبر مختلف المتغيرات, وذلك عن طريق تدعيمه بالموارد البشرية الكفأة أين يشرف على تأطيره نخبة من الاعلاميين المختصين في المجال. وكان وزير الاتصال قبلها قد أشرف على افتتاح فعاليات هذا اليوم الدراسي حيث ألقى كلمة أكد من خلالها على دعم دائرته الوزارية لكل المبادرات الهادفة لتعزيز مكانة اللغة الأمازيغية في الإعلام الوطني.