القضية الصحراوية حاضرة بقوة في المشهد الحقوقي والسياسي الفرنسي

عززت القضية الصحراوية حضورها خلال فعاليات "عيد الانسانية" الذي نظمتها جريدة "ليمانيتي" الفرنسية بباريس, مستحوذة على حيز كبير من الاهتمام لدى الرأي العام الفرنسي في هذه الطبعة الجديدة التي تشارك فيها أبرز المنابر الدولية المدافعة عن القضايا العادلة في العالم.
وحضرت الجمهورية الصحراوية بقوة خلال الفعالية باعتبارها "قضية إنسانية وقضية تصفية استعمار" من خلال رواقين لكل من جمعيتي "ليميرو" و "مونت لاجولي" للجالية الصحراوية بفرنسا, واللتان دأبتا كالعادة على المشاركة المستمرة في هذه التظاهرة, حيث كانت أول مشاركة لهما في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
و بالمناسبة, قدم أعضاء الجالية الصحراوية بفرنسا معارض فوتوغرافية وكتب حول تاريخ القضية الصحراوية السياسي والاجتماعي, وكفاح الشعب الصحراوي, أبرزوا من خلالها حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يمارسها الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين بالمناطق المحتلة.
وفي تصريح له ,أكد الاعلامي الصحراوي ,محمد لمام الديه أباه, الذي شارك في التظاهرة, أن "جمعيات تمثل الجالية الصحراوية بفرنسا أعطت دفعة قوية للمشاركة الصحراوية من خلال تنظيم عدة منابر للمرافعة عن القضية الصحراوية ومزاوجة القضية الصحراوية و مثيلاتها من القضايا العادلة الأخرى, كما نشطت عدة ندوات ومحاضرات تناولت آخر تطورات الملف وموضوع حكم محكمة العدل الأوروبية لتنوير الرأي العام الفرنسي, وبالتالي تحطيم جدار التعتيم عن القضية الصحراوية داخل الأوساط الفرنسية".
وعلى هامش التظاهرة, عقد نائب ممثل جبهة البوليساريو, سيد محمد سيد أحمد اجتماعات و ألقى محاضرات حول القضية الصحراوية شملت المستويين السياسي والحقوقي.
كما ألقت الناشطة الفرنسية ,كلود مونجان ,زوجة المعتقل السياسي الصحراوي النعمة أصفاري, محاضرة حول واقع حقوق الانسان بالمناطق الصحراوية المحتلة وما يتعرض له السجناء السياسيون الصحراويون من انتهاكات صارخة ومنافية للأعراف والمواثيق الدولية, مذكرة بالقرار الأممي الأخير المناهض للاعتقال التعسفي والذي يطالب السلطات المغربية بإطلاق سراح المحتجزين الصحراويين.
أما "اتحادية الفلاحين والصيادين الفرنسيين" التي كان لها دور وتأثير كبير في مسار معركة الثروات الطبيعية للصحراء الغربية داخل الهيئات القانونية والسياسية الاوروبية, فتطرقت من خلال محاضرة ألقتها ممثلتين عنها, إلى حقوق الشعوب الاقتصادية ونهب ثرواتها ومقدراتها.
و خلال التظاهرة العالمية التي نظمتها جريدة "ليمانيتي" الفرنسية خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 سبتمبر الجاري, عبر العديد من المشاركين, عن دعمهم اللامشروط للشعب الصحراوي وتمكينه من حقه في تقرير المصير والاستقلال.