سليم أغار: بدأت التجربة السينمائية سنة 1989، والفيلم القصير ساعتها كان حكرا على السينمائيين الهواة، والسينمائي المحترف حينها لم يكن يهتم بالفيلم القصير، وبالتالي فإن المدرسة الوحيدة المتاحة أمام الفنان الشاب هو الفيلم القصير في إطار سينما الهواة. وكان أقيم -على ما أذكر- سنة 1979 أول مهرجان للفيلم القصير في تيزي وزو. وعن تجربتي، فقد شاركت في أول مهرجان مغاربي لسينما الهواة في تيارت سنة .1989 وأثناء الفترة الممتدة بين 1979 و1989 كانت السينماتيك تحت وصاية الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية التابع حينها لحزب جبهة التحرير الوطني، وظلت هذه الجهة تنظم مهرجان سينما الهواة إلى غاية .1990 كان الشريط الواحد يحتوي على ثلاث دقائق، وحتى تنتج فيلما قصيرا يجب أن يكون لديك على الأقل 20 شريطا والشريط الواحد كان يكلف 150 فرنك فرنسي ساعتها، وهذا أحد الأوجه الكثيرة للصعوبة في إنتاج الأفلام القصيرة عند بداياتي الأولى. وبعد سنة 1989 ومع التحولات السياسية التي عرفتها البلاد عرف إنتاج الفيلم القصير تحولا آخر من ناحية تنظيم المهرجانات والوصاية غيرها. ومع حلول سنة 2003، وهي ''سنة الجزائر بفرنسا'' تغيّر الأمر بشكل جذري، حينها قام المركز الوطني السينماتوغرافي الفرنسي بتمويل خمسة أفلام جزائرية قصيرة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الدولة الجزائرية تساهم في تمويل الأفلام القصيرة لأول مرة، واتجهت الدولة في التمويل خاصة مع سنة 2007 التي شهدت تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية. نبيل حاجي: أعتقد أن هناك ثلاثة أجيال، بدءا من جيل ''سيبار ''8، منهم أحمد زير وعاشور كساي، على مدى حوالي 15 سنة وهو الجيل الذي ارتبط بتقنية ''سيبار8''. وكل واحد من أصحاب تلك التجارب جاء من ميدان مختلف عن الآخر، بعضهم يشتغل في التعليم وبعضهم موظفون في إدارات عمومية وغير ذلك، ومن مختلف أنحاء الجزائر العميقة. وهناك ما يمكن أن أسميه ''الجيل الوسيط'' الذي نشأ مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي، الذي تميّز بحدثين هامين، هما أولا: اختفاء العمل بتقنية ''السيبار''8 ثم الأزمة السياسية والأمنية الكبيرة التي عرفتها البلاد حينها، لقد كان الوقت صعبا جدا، وكان من الصعب جدا أن تنتج فيلما في ظل تلك الظروف، وانعكس الأمر أيضا حتى على السينما بصفة عامة، حيث اختفت المهرجانات بشكل نهائي مع استثناءات قليلة جدا وبمبادرات فردية، واستمرت المرحلة الانتقالية تلك إلى غاية سنة 2003 التي شهدت تحولا كبيرا مع ''سنة الجزائر بفرنسا''، وبالمقابل شهدت هذه السنة رعاية الدولة للفيلم القصير من خلال تمويله. ومع سنة 2003 نشأ ما يمكن أن نسيمه جيل 2000 الذي يستمر إلى غاية الآن وفق معطيات فنية وسياسية واقتصادية مختلفة بشكل كبير عن المرحلتين السابقتين، وتميّز أيضا بالتكنولوجيا الرقمية التي غيّرت طريقة العمل بشكل نهائي. وكل جيل من هؤلاء قدم ما يستطيع للفن السينمائي عموما، وهناك الكثير من الأسماء التي بدأت وعُرفت ضمن سينما الهواة واتجهت بعدها إلى الاحتراف. مؤنس خمار: أعتقد أن الفيلم القصير هو نوع من السينما، وأعتقد أنه من الصعب التحدث عن قضية الأجيال، لأن الأجيال متداخلة. والسينما الجزائر أعتقد أنها مرت بمرحلتين كبيرتين تتخللهما القطيعة الكبيرة التي حدثت في التسعينيات من القرن الماضي، وأتفق تماما مع الزميلين بخصوص التحول الذي حدث مع تمويل الدولة للأفلام القصيرة خصوصا مع تظاهرتي ''سنة الجزائر بفرنسا'' سنة 2003 و''الجزائر عاصمة للثقافة العربية'' سنة .2007 وبخصوص تجربتي، الفيلم القصير هذا الذي أنجزته كان بعد 12 سنة من بداية تجربتي السينمائية، ولم تكن لي تجربة البعض، حيث تمتد إلى سنين طويلة. ولا أوافق تماما قول بعضهم إن سينما الهواة هي سينما المبتدئين، فمثلا هناك في تونس يوجد مهرجان قليبية متخصص في سينما الهواة منذ أربعين سنة، ويشارك فيه مخرجون عمرهم يتجاوز الستين سنة قضوها في إطار سينما الهواة، فسينما الهواة أعتقد أنها مرتبطة أكثر بالجانب الاقتصادي، فهي سينما تنتج دون تمويل تقريبا، وهذا أسلوب معروف في العالم أجمع وهناك مثلا مهرجان كبير في أمريكا اللاتينية متخصص في هذا الجانب المهم من السينما. وأعتقد أن الموضوع الأهم هو السينما الجديدة، فأن تنتج فيلما طويلا يجب أن تنتج ذلك في سنتين أو ثلاث سنوات، فمن المؤكد أنك تبدأ بالفيلم القصير لأن مدة إنتاجه أقصر، لأن كل تجربة لها ملابساتها وسياقاتها. وعن تجربتي الشخصية وقبل أن أخرج أفلاما سينمائية قصيرة، بدأت التجربة من خلال سينما الهواة.