أنت الذي تكتب القصة ووصفت في الملتقى ب ''عميد القصاصين''، كيف رأيت تجسيد فكرة ملتقى خاص بالقصة القصيرة؟ أرى الفكرة ناجحة، لأنها لم تكن في المركز، وأصر على هذا، فهي تجسدت في الجنوب الكبير، وعندما تكون كذلك فهي التفاتة إلى هذا الجنوب الذي يزخر بالطاقات الشبابية وبالمبدعين، وهذا الملتقى بقدر ما نجح في نقل الإبداع من الشمال إلى الجنوب، هو أيضا احتفى بالإبداع الذي ولد بالجنوب، وتفاعل بين الإبداعيين لكي يتكون مسار سردي للقصة القصيرة في حداثتها وفي عصرنتها وفي تفاعلها· تجربتك القصصية امتدت إلى سنين طويلة، هل أضاف لك هذا الملتقى شيئا بعيدا عن التكريم الذي حضيت به؟ وجدت تتبعا لبعض الأساتذة لما ينشر من القصة القصيرة، واكتشفت مواهب لم أقرأ لها من قبل، واكتشفت أيضا أن هناك نوعا من التقبل، لأنه في السنوات الماضية كان هناك تنافر بين الأجيال القصصية، هذا الملتقى جعلني أخرج باعتراف بأن ما وجدته ألا تنافر بين الأجيال والكل يستفيد من بعضه البعض، والكل ينحو إلى أن القصة القصية الجزائرية لا بد أن تعاصر زمنها وأن تكتسب تقنيات جديدة وتخرج من شكلها القديم· في ضوء هذه الملاحظات التي رأيتها وأنت ترى هذا الحوار بين الأجيال، كيف ترى غدا القصة الجزائرية؟ أراه غدا مشرقا، لأن الجيل الجديد بدأ يتخلص من نرجسيته وكان يعتقد بأنه جيل جاء بكل شيء جديد، هذا الجيل غير مقيد بمن سبقه، فهو يتحرر، وفي الوقت نفسه يستفيد ممن سبقوه·