حذر رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري من تدهور السواحل الجزائرية، بفعل العديد من العوامل والمؤشرات التي تتحمل تبعاتها بالدرجة الأولى وزارة البيئة لكونها المعني المباشر بهذا القطاع الذي يعاني من تهميش ولامبالاة المسؤولين وعدم تطبيق القوانين التي تبقى في كل الأحوال مجرد حبر على ورق، وأن البحر الأبيض المتوسط والشواطئ الجزائرية أكثر المظاهر البيئية تضررا، وإن بقي الأمر على ما هو عليه، سيتحول البحر الأبيض في غضون 50 سنة المقبلة إلى البحر الميت· واتهم حسين بلوط المصانع البتروكيماوية المتواجدة في الولايات السياحية بصب مخلفاتها في مياه البحر دون حسيب أو رقيب، خاصة وأن هذه المصانع منتشرة بطريقة تجعل الحياة في البحر الأبيض المتوسط مستحيلة، وذكر على سبيل المثال محطة أرزيو ومحطة الحراش ومحطة سكيكدة، كما كشف المتحدث تواجد 240 وحدة صناعية تصب نفاياتها في واد الحراش والتي تذهب مباشرة إلى البحر، إلى جانب مصنع الإسمنت الذي يصب نفاياته بشاطئ الرايس حميدو. وأكد رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري أن الشواطئ والمياه الإقليمية الجزائرية تتدهور من سنة إلى أخرى رغم بعض المبادرات التي تكون غالبيتها ضعيفة ومحصورة في مناطق صغيرة، معتمدا في ذلك على أرقام واضحة، حيث قال إن سيجارة تدخين واحدة يتم رميها في البحر تلوث 9 لترات من الماء ولا تتحلل إلا بعد مرور 5 سنوات، أما بخصوص أكياس البلاستيك التي تعج بها مياه البحر فلا تتحلل إلا بعد 150 سنة، مضيفا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يشمل رمي القارورات المصنوعة من مادة الزجاج والتي لا تتحلل إلا بعد مرور 3000 سنة، أما عن الفضلات الصلبة والتي لها كذلك نصيب الأسد في تلويث بحارنا، قال إن 5,7 متر مكعب من هذه الفضلات تكفي لتلويث 100 هكتار بعمق 40 مترا. واتهم رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري وزارة البيئة برفع يدها عن القطاع وعدم تطبيق القوانين، فاضحا في ذات السياق مواصلة عصابات الخشب ممارسة نشاطها وتعرية المحيط الغابي المتمثل خصوصا في الصنوبر والكاليتوس والدردار عبر كل المناطق، وأن ذلك يتضح من خلال مواصلة صناعة صناديق السمك الخشبية رغم قرارات منعها ونقلها جهرا نهارا أمام أعين الشرطة والدرك الوطني وحتى داخل الموانئ دون أن يتعرض لهم أحد