يرفع الستار، اليوم، على موسم جديد للبطولة الوطنية لكرة القدم بقسميها الأول والثاني، التي ستدخل سنتها الرابعة من الاحتراف، موسم يتمناه الكثيرون أن يكون أفضل وأحسن من سابقيه، وينسيهم في أهم سقطات وفضائح الموسم المنقضي التي لن تمحَ من ذاكرة الكرة الجزائرية. وتعود عجلة الدوري المحلي للدوران من جديد، بعد راحة دامت لأكثر من شهرين، أين عملت كل الأندية والفرق جاهدة من أجل التحضير كما يجب للبروز والتألق خلال هذا الموسم، وبلوغ الأهداف التي تم تسطيرها، فمنهم من سينافس على اللقب وآخرون يتنافسون على الأدوار الأولى، والبعض الآخر سيعمل من أجل ضمان البقاء لا غير، كلها أهداف تختلف من ناد لآخر. غير أن متتبعي وعشاق الساحرة المستديرة عامة، والدوري الجزائري المحترف بوجه خاص، يأملون في أن يكون المستوى أفضل هذا الموسم، ولا يشهدوا نفس المشاكل والفضائح التي باتت تلازم الدوري الجزائري كل موسم، وتكاد تصبح تقليدا يتكرر كل عام رغم مرور أربع سنوات على الدخول في عالم الاحتراف دون تطبيقه بحذافيره على أارض الواقع. فبطولة الرابطة المحترفة الأولى للموسم المنقضي عرفت العديد من السقطات والمشاكل التي جعلتها مميزة للغاية دون المواسم الماضية، أبرزها ما حدث في نهائي كأس الجمهورية الذي نشطه فريق اتحاد العاصمة حامل اللقب مع جاره وغريمه مولودية الجزائر، حيث رفض مسؤولو ولاعبو الأخير الصعود إلى المنصة لتسلم الميداليات في صورة جديدة لم تعهدها الكرة الجزائرية على الإطلاق، إضافة إلى مقاطعتهم لمباراة اتحاد الحراش في ختام البطولة الوطنية بسبب قضية الملعب، ما جعل مشكل البرمجة في هيئة محفوظ قرباج يبقى قائما، وسيجبرها على إعادة النظر في عدة أمور تنظيمية هذا الموسم، خاصة فيما يتعلق بقضية مباريات الداربي التي ستشهدها العاصمة خلال الموسم الكروي الجديد. باتت ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية من بين أكثر المظاهر السلبية التي تشوه سمعة الكرة في بلادنا، حيث لا تكاد تمر جولة واحدة دون أن تسجل فيها أحداث شغب في أحد الملاعب بسبب "قلة" من أشباه الأنصار، ورغم الجهود الكبيرة التي يتم بذلها من أجل الحد من هذه الظاهرة في ملاعبنا كل موسم، غير أن الأمور لا تتغير كثيرا، ويتم دائما تسجيل حالات عنف وأحداث في الميادين. وكانت المديرية العامة للأمن الجزائري قد كشفت، مطلع العام الحالي، في تقرير حول ظاهرة العنف في الملاعب في السنوات الخمس الأخيرة، عن وفاة سبعة مناصرين وجرح أكثر من ألفين من الأنصار والشرطة، إضافة إلى تخريب العديد من الهياكل والمرافق العمومية، هذا فيما يتعلق بالخسائر المادية، وهي أرقام ليست بالهينة، تستلزم إعادة النظر من جديد لوضع حد لتنامي هذه الظاهرة، خاصة وأن الأمور صارت تتجاوز الملاعب، ويتم تسجيل أحداث تخريب خارجها بعد نهاية المباريات. ويبقى ترتيب البطولة الوطنية المحترفة على المستوى العالمي يشير إلى تراجع المستوى فيها، رغم أن مسؤولي الكرة في الجزائر شرعوا في تطبيق عقلية الاحتراف منذ سنوات، لكن دون تغيير محسوس. فقد احتلت المركز ال72 عالميا والسابع عربيا برصيد (285 نقطة)، حسب ما أعلنه الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، بخصوص قائمة أفضل بطولات كرة القدم في العالم في التصنيف الذي أصدره شهر جانفي المنصرم، حيث كانت البطولة السعودية في المركز الأول عربيا والسودانية ثانيا والبطولة التونسية في المركز الثالث عربيا، والبطولة الكويتية رابعا، ثم البطولة المغربية في المركز الخامس عربيا قبل البطولة الإماراتية صاحبة المركز السادس، كما كانت البطولة الجزائرية في المركز التاسع إفريقيا، بعد السودان وتونس ومالي والمغرب ونيجيريا وغانا وأنغولا (ال 66 عالميا) وزيمبابوي. ورغم الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر في مجال كرة القدم من ملاعب ومدارس كروية مقارنة ببعض الدول، إلا أن ذلك لم يمكنها من تحسين مكانتها عربيا وإفريقيا، في ظل نجاح البلدان الأخرى في النهوض بالكرة والعمل على الوصول بها إلى العالمية.