عرضت الفنانة التشكيلية دلال حلو، لوحات فنية بأحجام وألوان مختلفة بمركز النشاطات الثقافية مصطفى كاتب بالجزائر العاصمة، تبرز من خلالها لمسة فنية فريدة وخاصة تتغنى تشكيلات ألوانها بنفيس التراث الجزائري من عادات وتقاليد وطقوس. فقد أعادت هذه الفنانة المولعة بالتراث الامازيغي والإفريقي إحياء تلك الإبداعات الفنية التقليدية التي كانت تتزين بها البيوت القديمة عبر صياغات جمالية جديدة في لوحاتها. جسدت انطباعاتها الانسانية في تشكيلات بصريةِ تنبني على شاعريةِ النظرةِ بكل القيم الروحية، التي بَسَطتها الاشعارُ والاساطيرُ والحكايات، والتراجيديا الانسانية التي تتوفرُ عليها البيئة الجزائرية لنجد "الخمسة" كما تسمى عند عموم الناس داخلة في تشكيل اللوحات وايضا استخدمت اشكالا مختلفة من المرايا في انجاز بعض اللوحات مع تشكيلات زخرفية. تعود لوحات دلال حلو المختلفة في أحجامها وأشكالها وألوانها إلى تراث الجزائر، رموزه وألوانه وصيغه ومفرادته، تنبش في فضاءاته، ومن أجل بحثها عن أسلوب تشكيلي ذاتي، أكثر ارتباطا والتصاقا بهويتها الفنية الخاصة. أشياء كثيرة تتنامى في لوحاتها، عادية وأخرى مخفية عن سطح اللوحة. تشكيلات تختلط فيها الخطوط والألوان، أشياء تتصادم وتتلاقى تلقائياً. وتبرع بالإيحاء بدقة التعبير الداخلي ترسمه على كثير من القلق والتماسك والتفكيك الهش والتلف مع الإحساس اللوني واستخدام مواد مختلفة كالمرايا والخشب والغراء بما يشبه الكولاج. التقتها "الجزائر نيوز" في حوار حول تجربتها الفنية وعوالم لوحاتها وإبداعها: هناك أشياء كثيرة مستخدمة في لوحاتك بما يشبه الكولاج الفني كيف اهتديتي الى هذه التقنية؟ إذا كان ينبغي أن أصف فني، أود أن اقول إنه مجرد احساس من الطبيعة التي عشت فيها وأشيائها البسيطة التي زرعت في مخيلتي وانبنت عليها ميولي المتنوعة. تحمل أعمالي ألوانا وتراكيب مصنوعة من الفن التعبيري .. علب وأقمشة قديمة وسجادات وقطع من الخشب وزجاجات فارغة والعديد من المواد والاشياء الأخرى التي أسعى بفني لمنحها حياة ثانية. نرى في أعمالك إعادة تشكيل للسجاد القبائلي وملامح من شبابيك وابواب القصبة والأقنعة الإفريقية، لنقل معالم ورموز تراثية متجدرة في الثقافة التشكيلية، كيف استخدمت تلك الأشياء في اللوحات؟ من هذا الفن استمد إلهامي، شكلته واستمديته من تنوع الثقافة الجزائرية المتلألئة بالالوان، من الجنوب الجزائري الالوان الزاهية ومن المناطق القبائلية الالوان الداكنة .. كما كانت الخرافات الافريقية منبعا ورافد لصناعة تفاصيل اللوحة التي أشكلها ولتدخل في حوار مع قيمها ورموزها. مزيج بديع بين الألوان الحارة والباردة الغامقة والفاتحة للتعبير عن مختلف المواقف التي تختلج بروحي في شتى حالاتها النفسية إلى جانب الأشكال الهندسية والرموز الفنية التي تمدني بايحاءاتها. ما هي المقولة التي رغبت بايصالها عبر لوحات المعرض؟ عملت على تعزيز الثقافة الجزائرية الغنية التواصل مع الأجداد الذين نقلوا لنا هذا التراث الثقافي العظيم لوحاتي تسعى لايجاد الثقافة الجزائرية على هويتها وحداثتها مع الكائن. أحاول بناء جسر بين التقاليد والحداثة. أنت تعملين بالتدريس ماذا عن احتراف الفن؟ أرى أن هناك صعوبة للفنان الجزائري أن يحترف عمله الفني فالدعم قليل. وتسويق اللوحات الفنية غير متوفر. يذكر أن دلال حلو هي فنانة تشكيلية، ومقدمة برامج ثقافية موجهة للأطفال، شاركت في معارض فردية وجماعية عديدة، ويستمر عرض لوحاتها بمركز النشاطات الثقافية مصطفى كاتب إلى غاية 31 مارس الجاري .