شدّد ممثل الشبيبة المالية رئيس المكتب الوطني للحزب من أجل النهضة الوطنية جيمدي صايدو على جدوى تطبيق لوائح الشرعية الدولية في الصحراء الغربية أقدم مستعمرة إفريقية تئن تحت الاحتلال المغربي وقال صايدو الذي يرأس الوفد المالي المتكون من عشر شخصيات تزور الجزائر للمشاركة في تظاهرة الأسبوع الثقافي الصحراوي، في ندوة نقاش لمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية حول التعاون والتنمية في الساحل الإفريقي، إنه لم يعد مقبولا استمرار استعمار الصحراء الغربية في ظل المد التحرري الذي يجتاح مختلف جهات المعمورة، منهيا حقبا سوداء من ليالي احتلال بغيض يضرب في العمق مرجعيات وأسس حقوق الإنسان في صدارتها الحق في الحرية والاستقلال. وتساءل رئيس الحزب المالي أكثر من مرة عن سبب بقاء القضية الصحراوية أسيرة تلاعبات سياسات دول انحازت إلى المغرب متنكرة للمبادئ التي قامت عليها جمهورياتها في الأساس لا سيما قاعدة الحرية واختيار النظام الديمقراطي الأنسب حامل المشروع الوطني والتطلعات في صدارة هذه القوى فرنساواسبانيا. كيف تحدث هذه المفارقات من دول تدعي أنها حامية دمقرطة العلاقات الدولية وتحررها من رواسب الإقطاع والعبودية إلى درجة تعلن ظاهريا وقوفها إلى جانب البلد المحتل للصحراء الغربية التي أثبت التاريخ أنها لم تكن في يوم من الأيام منطقة تابعة للرباط. وبينت المواثيق والأحكام القانونية استقلالية الساقية الحمراء وواد الذهب، مما يصبح التصرف في ثرواتها وخيراتها وأقاليمها خرقا صارخا للشرعية القانونية، يحتم على من يخل بهذه القاعدة القانونية الآمرة المتابعة الجزائية والقضائية. وتظهر هذه الحقيقة ساطعة مع لائحة محكمة العدل الدولية الصادرة في أوج الصراع وبداية المعركة المصيرية المؤكدة عام 1975 على استقلالية المنطقة التام عن المغرب ولا تربطها به أي علاقة وصاية. وتعزز هذا الطرح مختلف اللوائح والتوصيات الصادرة عن الأممالمتحدة التي تصب في هدف واحد تهيئة المناخ السياسي لتطبيق مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر استفتاء حر نزيه تتولاها هيأة المينورصو. من هذه الزاوية يتحرك الحزب المالي من أجل النهضة الوطنية محسسا بالقضية الصحراوية بكل ربوع أفريقيا لا سيما محور الجزائر مالي الذي يعرف الصلابة والمتانة ولم يتأثر تحت أي طارئ. ورأى رئيس الوفد المالي بالجزائر أن هذا المحور الذي تترجمه علاقات الصداقة والتعاون المرسخة عبر الأزمنة والحقب هو المرجعية التي يسير عليها الحزب المعارض في البلد المجاور حاثا القوى المحبة للسلام والحرية الرمي بثقلها في التعجيل بتطبيق مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي الذي تآمر عليه الأشقاء قبل الأعداء وانساقوا وراء احتلال ارض ومحاولة تشويه شخصيته وانتمائه بتسويق المقولة الخاطئة «أرض بلا شعب». وهو مسعى ساهمت فيه اسبانياالمحتلة للصحراء الغربية والمسلمة لها للرباط ونواقشوط بناء على اتفاق غير شرعي بالمرة. وانتقد جيمدي صايدو حالة بقاء القضية الصحراوية تراوح مكانها رغم أنها محسومة ومعروفة قانونيا بإدراجها ضمن تصفية الاستعمار وأن كل اللوائح والتوصيات الأممية انصبت في هذا الإطار. ورأى أنه من الضرورة بما كان توسيع حملات التحسيس بالقضية الصحراوية ليس من جانب التعريف بها ومشروعيتها في التحرر والانعتاق، بل في الضغط باتجاه تطبيق مبدأ تقرير المصير تجسيدا للشرعية الدولية. وزيارة الوفد المالي للجزائر في إطار المشاركة في الأسبوع الثقافي الصحراوي ترجمة عملية للمسعى الإفريقي تجاه العمل ما في المستطاع من أجل كسر الجمود الذي يطال القضية الصحراوية التي تحررت دول بعدها ولازالت تنتظر رغم اللوائح الأممية الفاصلة. والرهان الكبير توسيع دائرة الدعم من خلال إشراك المجتمع المدني ومختلف الحساسيات التي تعتبر الصحراء الغربية قضية إفريقيا الجوهرية. وإن التحرر القاري يبقى منقوصا ومشوها في ظل تمادي الاحتلال المغربي للساقية الحمراء وواد الذهب محل الانشغال والاهتمام إلى أبعد الحدود