المواطنون يطّلعون على بطولات وأمجاد الجزائر إحياء للذكرى 65 لاستشهاد البطل الشهيد ديدوش مراد، المتزامنة والذكرى 60 لتأسيس هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني، احتضن المتحف المركزي للجيش، أمس، معرضا للصور التاريخية يعكس بطولات الشهيد والدور الذي اضطلعت به هيئة الأركان العامة في مسار الثورة التحريرية المجيدة. جاء هذا في بيان تسلمت «الشعب» نسخة منه. بحسب ذات البيان، تم بالمناسبة عرض فيلم وثائقي حول هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني. في معرض الصورة لمحة تاريخية عن شهيد التحرر الوطني ديدوش مراد الذي ولد يوم 13 جويلية 1927 بالمرادية، وكان ضمن الأعضاء البارزين الذين نظموا الاجتماع التاريخي المعروف باجتماع ال 22 وفيه تقرر إعلان الثورة، وكان أحد الخمسة الذين أعلنوا الثورة في أول نوفمبر 1954. ولما اندلعت الثورة المظفرة عين الشهيد قائدا لمنطقة الشمال القسنطيني –الولاية التاريخية الثانية- ومنذ ذلك وهو يعمل جاهدا من أجل تكوين الشباب وبث فكرة الثورة في أوساط المواطنين وتنظيم ولايته، فكانت لا تنام له عين ولا يهدأ له بال، يغتنم كل فرصة تتاح له لتسديد الضربات للعدو وكان في نشاطه هذا وكأنه يعلم أن حياته في الثورة لا تتعدى 03 أشهر وبالرغم من قصر المدة التي عاشها في الكفاح المسلح إلا أنه كان مثالا للقائد المنظم. وفي 18 جانفي 1955 وبينما كان رفقة مجموعة تتكون من 18 مجاهدا متجها من «السفرجلة» وهي قرية قريبة من بلدية زيغود يوسف إلى بوكركر، وجدوا أن الأرض محاصرة بالعدو من كل جهة وتبين أن القوات العسكرية للاحتلال المحاصرة كبيرة من حيث العدد والعدة حيث قدرت ب500 جندي فرنسي معززين بالعتاد الحربي المتطور، وبالرغم من كل هذا فقد قرر عدم التراجع، لأن التراجع والانسحاب هو الانتحار المحقق والجبن الذي لا يتفق وطبيعة المجاهد المؤمن. وفي حدود الساعة الثامنة صباحا بدأت المعركة، وفي الخامسة مساء انتهت باستشهاد سبعة مجاهدين، أما حصيلة الجيش الفرنسي فقد كانت ثقيلة حيث قتل 80 وجرح 02 وأسر 01، وكان أول من استشهد من القادة الثوريين. وتم تأسيس هيئة الأركان العامة لجيش التحرير في جانفي 1960 ضمن استراتيجية الثورة لتحطيم النظام الاستعماري وبناء الدولة الجزائرية الحديثة، وكانت بذلك الحجر الأساس في بناء جيش التحرير الذي يتحول إلى الجيش الوطني الشعبي العمود الفقري في بناء الدولة الوطنية. توج توحيد هيئتي الأركان الشرقية والغربية بهيئة الأركان العامة، قرار اتخذ في مؤتمر المجلس الوطني للثورة الجزائرية بطرابلس في 16 ديسمبر 1959 وترأسها الرئيس الراحل العقيد هواري بومدين.