محرز يسعى لإضافة التاج الأوربي إلى خزانته

يخوض الدولي الجزائري رياض محرز في 29 ماي الجاري أهم مباراة في مسيرته الكروية وهي نهائي رابطة أبطال أوروبا مع فريقه مانشستر سيتي الذي سيواجه نظيره تشلسي و يكمن وجه الإختلاف والتميّز بالنسبة لمحرز أنه أصبح قطعة أساسية ضمن النهج التكتيكي للمدرب الإسباني غوارديولا الذي أصبح لا يخفي أحقية محرز باللّعب أساسيا مكان الإنجليزي رحيم سترلينغ.
يسعى كل لاعبو أوروبا طيلة الموسم و يجتهدون من أجل التواجد في نهائي أغلى وأقوى مسابقة في العالم بعد المونديال وهي رابطة أبطال أوروبا التي تضّم أكبر وأشهر لاعبي المعمورة وهو ما زاد من قيمتها وجودتها وتعوّد الرأي العام الرياضي الجزائري على متابعة النهائي في كل سنة، إلا أن هذه المرّة الأمور مختلفة، لأن أحد طرفي النهائي هو قائد «الخضر» رياض محرز.
كان الجمهور الجزائري يتمنى في كل سنة أن يصل محرز إلى نهائي رابطة الأبطال وحظي محرز بالدعم دون غيره من لاعبي المنتخب بحكم أنه يلعب في فريق كبير وقوّي وقادر على الوصول إلى النهائي مقارنة بلاعبي المنتخب الآخرين الذين يلعبون في أندية ليست بقوّة «السيتي».
هذا الموسم كان مختلفا عن المواسم الماضية لمحرز في مانشستر سيتي خاصة النصف الثاني منه حيث نال اللاعب ثقة المدرب و زملائه اللاعبين و هو الأمر الذي جعله يفجر إمكانياته و قدراته الفنية والتقنية خاصة خلال مواجهة نصف النهائي بعدما قهر باريس سان جيرمان بتسجيله لثلاثة أهداف كاملة في مرماه ذهابا وإيابا.
التتويج يفتح الباب أمام تتويجات أخرى
التتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا لن يكون أمرا عاديا بالنسبة لمحرز لأنه يفتح الباب أمامه من أجل التتويج بألقاب أخرى بما أن المتوّج بلقب أعرق المسابقات الأوروبية سيلعب نهائي الكأس الممتازة الأوروبية، نهاية أوت المقبل أمام المتوّج بلقب الدوري الأوروبي وبعد ذلك سيشارك في كأس العالم للأندية.
قد تتحوّل الأحادية إلى ثلاثية من خلال الفوز بلقب رابطة أبطال أوروبا وبعدها السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وهي ألقاب لم يسبق لمحرز أن توّج بها بحكم أنه لم يفز برابطة أبطال أوروبا من قبل والأمر قد يحدث في النهائي المقبل أمام تشلسي وهو ما سيزيد من التشويق والإثارة.
أهمية التتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا كبيرة، لأنها تتيح للفائز بلعب نهائي آخر له أهمية كبيرة من الناحية الرمزية والرياضية وهو «السوبر»' الأوروبي الذي غالبا ما يؤول إلى الأقوى والأفضل وبالنظر إلى تواجد مانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي فقد نشهد «ديربي» مدينة مانشستر في نهائي «السوبر» الأوروبي في حال تتويج السيتي برابطة الأبطال واليونايتد بالدوري الأوروبي.
إعادة سيناريو ماجر .. في بورتو
سبق رابح ماجر محرز إلى نهائي رابطة أبطال أوروبا بالمسمى القديم و فاز به أمام بايرن ميونيخ بهدفين لهدف واحد حيث سجل صاحب «العقب الذهبي» الهدف الأول لفريق بورتو و منح تمريرة الهدف الثاني والعامل المشترك بين محرز وماجر في النهائي المقبل أنه سيجري في مدينة بورتو البرتغالية.
كان من المفروض أن يجري نهائي رابطة أبطال أوروبا بمدينة إسطنبول التركية إلا أن وضع السلطات البريطانية تركيا على القائمة الحمراء من الدول التي يمنع السفر إليها جعل الإتحاد الأوروبي يفضل تغيير الوجهة نحو مدينة بورتو البرتغالية رغم أن السلطات البريطانية كانت قد تقدمت بطلب إجراء النهائي بملعب ويمبلي الشهير بلندن.
نجاح ماجر مع بورتو قد يتكرّر من خلال نجاح محرز في مدينة بورتو بالتتويج باللّقب الأغلى في مسيرته الكروية حيث سيبقى هذا الأمر راسخا في الأذهان ومن الصعب تكرار التجربة مع لاعب آخر، لأن هذا الأمر يستدعي تواجد لاعبين في أكبر وأقوى الأندية الأوروبية، وهو الأمر الذي لا يتوفّر حاليا في لاعبي المنتخب ما عدا محرز.
من حلم اللّعب في «الليغ1» إلى التربّع على عرش «البريميرليغ»
مسيرة محرز مليئة بالتناقضات فهو لاعب لم يتنبأ له الكثير من المراقبين بتحقيق كل هذا النجاح على المستوى الرياضي خاصة أن أندية «الليغ 1» رفضت التعاقد معه بسبب نحافة جسمه، إلا أن فريق لوهافر في الرابطة الثانية فتح له أبواب التألق و البروز وهو الأمر الذي سمح له بخوض تجربة فريدة من نوعها في إنجلترا.
عند إنتقاله إلى فريق ليستر سيتي حقق هذا الأخير إنجازا غير مسبوق و هو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى والتي قد لا تتكرر إلا بعد مرور العديد من السنوات ونفس الأمر إنطبق على مانشستر سيتي الذي قاده لبلوغ نهائي رابطة أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
حقق محرز العديد من الإنجازات الفردية والجماعية في إنجلترا خلال فترة تواجده مع ليستر ومانشستر سيتي وهو ما يؤكد أنه أحسن الإختيار من خلال الإنتقال للعب في «البريميرليغ» التي فتحت له أبواب التألق والبروز والتواجد بشكل دائم في قائمة أفضل لاعبي العالم.
التتويج بلقب الدوري الفرنسي كان حلم محرز، إلا أنه حقق أحلاما أخرى وحولها إلى حقيقة والتي يبقى أبرزها الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر من قبل والسيتي على مرتين على حساب أندية كبيرة وقوّية في صورة توتنهام وتشلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال.
أزاح سترلينغ ونصّب نفسه نجما فوق العادة
كان محرز يدرك قبل إنتقاله إلى مانشستر سيتي أن حجز مكانة أساسية في الفريق لن يكون بالأمر السهل لأنه ببساطة يتمثل في إزاحة أحد النجوم الكبار في صورة سترلينغ والألماني ساني الذي غادر فيما بعد إلى بايرن ميونيخ ليبقى كل من فودين وبرناردو سيلفا لمنافسته على المنصب.
كان الإنجليزي سترلينغ خارج نطاق المنافسة بحكم أنه النجم الأول في الفريق لكن مردوده الفني هذا الموسم كان متراجعا بشكل كبير وبعد أن صبر عليه لفترة طويلة قرّر المدرب غوارديولا تغيير المعادلة من خلال منح الفرصة للصاعد فودين ومحرز من أجل اللّعب على الجناحين والتضحية بالمهاجم خيسوس لصالح البرتغالي برناردو سيلفا.
واجه غوارديولا هجوما كبيرا من طرف الصحافة الإنجليزية التي لم تتردد في نقده علانية بعدما ركن سترلينغ على الدكة وراهن على محرز حيث كانت الصحافة الإنجليزية تنتظر تعثر السيتي أمام باريس سان جيرمان من أجل الإنقضاض على التقني الإسباني إلا أن محرز كان في الموعد.
يحظى سترلينغ بمكانة كبيرة لدى الرأي العام الإنجليزي ووسائل الإعلام بحكم نجوميته ودرجة تأثيره في منتخب إنجلترا فهو القائد الثالث لمنتخب الأسود الثلاثة بعد ماغواير و هاري كين لكن التقني الإسباني غوارديولا لا يعترف بهذا الأمر ورهانه الوحيد هو مستوى اللاعب على أرضية الميدان.
طريقة ترويض الكرة .. علامة مسجّلة باسمه
يمتاز محرز بجدوة فنية عالية من خلال طريقة مداعبته للكرة، إلا أن ما جعله يتميز عن اللاعبين الآخرين هو طريقة ترويضه للكرة، مما جعل العديد من المتابعين والمعلّقين يطلقون عليه لقب «ملك الكنترول» وهنا يقصد به ترويض الكرة والفارق بين محرز واللاعبين الآخرين أن نجم السيتي يروض الكرة مع إضفاء لمسة فنية.
لم يتردّد محرز في الحديث عن الأمر و أكد أنه عفوي ولا يعمل عليه في التدريبات وهو نابع من عشقه وحبه الكبير للكرة وهو الأمر الذي جعله لا يروّض الكرة بطريقة عادية ولكن بلمسة فنية تجعل الجميع ينبهر ويؤكد أنه من اللاعبين القلائل في العالم من يمتاز بهذه الخاصية.
ترويض محرز للكرة جعله يكتسب معجبين جدد وفي كل مباراة تكون الأنظار مشدودة نحوه ومراقبة كيفية مراقبته للكرة وتوريضه لها بلمسة سحرية فيها خليط من الأناقة والجودة مما جعله ينصب نفسه في قائمة أفضل اللاعبين في العالم مراقبة للكرة من جميع الوضعيات.