«لأنك البحر»، هو العنوان الذي اختارته الشاعرة عليمة ابدهات لديوانها الثاني باللغة الفرنسية والصادر مؤخرا عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار «أناب»، والذي ضمنته 80 نصا شعريا حرا، تحاكي من خلالها وجدانية الإنسان وعمق أحاسيسه. قدمت الأستاذة الجامعية والشاعرة علمية إبدهات، أمس، بمكتبة شايب دزاير بالجزائر الوسطى، التابعة للمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار «أناب»، ديوانها الجديد «لأنك البحر»، خلال ندوة نقاش تلتها حصة بيع بالتوقيع. أشارت الشاعرة عليمة ابدهات، أن عنوان ديوانها الجديد مستوحى من «علاقتها الخاصة والعميقة بالبحر والموسيقى وبهمس الأصوات التي تحمل الكلمات على الغوص في أعماق الروح». وأكدت عليمة ابدهات، أن فعل الكتابة عامة وكتابة القصيدة خاصة بالنسبة إليها «مغامرة غوص ورحلة بحث عن الذات وعن الآخر وأيضا عن الإجابات لأسئلة كثيرة حول الحياة والتواصل مع الغير وغيرها من المواضيع». وكشفت الشاعرة، أن «الهام الشاعر غالبا ما يحرّكه الحزن والوحدة والجراح، مؤكدة أن السعادة والفرح أحاسيس تعاش ولا تؤثر في نفسية الفرد، عكس الأحزان التي تؤجج موهبته وتدفع نحو الإبداع». قالت عليمة ابدهات، إنها غالبا ما تكتشف كتابتها بعد إعادة قراءة ما خطه قلمها وتكتشف بذلك نفسها كشاعرة لا تخطط أبدا مسبقا لحروفها، بل تذهب الحروف بها إلى اكتشاف حياة أخرى لا تملك أسرارها، إلا بعد أن تخيط من كلماتها جملا وتراكيب نصوصها.» واستعانت الشاعرة في كتابة قصائدها بكلمات متعددة الصدى، من الهمسات إلى روابط عشق أزلي لبحر لا متناهي العمق، كتابة تسمو بمواجهة الذات لنفسها مواجهة قوية، قاسية وحساسة وشعر يتغلغل بكل سلاسة في الأعماق الكونية. وأكدت عليمة ابدهات، ان ما يميز نصوصها هو «تحررها من قواعد الشعر الكلاسيكي، الذي يستمد إيقاعاته وأصواته من لعبة لغة مجازية واستعارية، وأتباعهم لأسلوب الانطباعية الذي يعطي للحروف بهذا أعمق ويفتح أمامها سبل السفر في أعماق الوجدان». للإشارة، يعد ديوان «لأنك البحر»، ثاني إصدار لعليمة ابدهات بعد ديوانها الأول «الغضب ماذا حل بك»، الصادر سنة 2019.
