لتحصيل مصروف الجيب جامعيون يقتحمون مجال الحرف امتطى جامعيون مجال الحرف وأبوا إلا دخول سوق العمل مبكرا من أجل تغطية المتطلبات اليومية وجمع مصروف الجيب لاسيما وأن المنحة الجامعية مازالت ضئيلة رغم الزيادات ولا تفي بأغراضهم ولا تغطي متطلّباتهم الدراسية على غرار الكتب والمطبوعات وغيرها مما دفعهم إلى سوق العمل بامتهان حرف بسيطة ومؤقتة تملأ جيوبهم بمبالغ تحفظ كرامتهم. نسيمة خباجة بعد افتكاك تأشيرة البكالوريا والولوج إلى مدرّجات الجامعة يستعجل بعض الطلبة دخول سوق العمل لاسيما وأن أوقات الدراسة في الجامعة لا تقيّدهم وتفتح لهم المجال لامتطاء ركب العمل من أجل الاستقلالية وتحصيل مداخيل تحفظ ماء الوجه.. يتواجدون عبر محلات الإطعام السريع وعبر الأسواق فيما اختارت بعض الفتيات امتهان بعض الحرف المنزلية على غرار الحلاقة والخياطة ومجال التجميل وغيرها من الحرف والخدمات المطلوبة جدا بحيث اختار الطلبة التوفيق بين مجال العمل من دون تضييع دراستهم فغلاء المعيشة والظروف الاجتماعية دفعت كثيرين إلى سوق العمل مبكرا. حرف متنوعة لم يكتف الجامعيون بالدراسة فقط فبعد تحقيق حلم البكالوريا يدخلون الجامعة وتكون غالبا ساعات الدراسة مقلّصة نوعا ما ممّا يفتح لهم الباب واسعا لممارسة حرف متنوعة تعود عليهم ببعض العائدات ورأوا أن الاكتفاء بالدراسة لا يطعمهم حسب قولهم في ظل ظروف اجتماعية متدهورة لذلك اضطروا دخول سوق العمل وممارسة حرف متنوعة وبتنا نجدهم عبر محلات الفاست فود كما يمارسون حرفة القباض والبيع عبر الأسواق وغيرها من الحرف الأخرى. فيما تُفضل الفتيات الجامعيات حرفا نسوية متنوعة على غرار الحلاقة والتجميل الخياطة والتفصيل وحتى امتهان حرف تجمع بين الجنسين معا ويمارسها ذكور وإناث على غرار البيع عبر المحلات والعمل في محلات الإطعام السريع وغيرها من الحرف التي تعود بمداخيل عليهم فرغم بساطتها إلا أنها توفر لهم مصاريف جيبهم ومداخيل يومية لا بأس بها. اقتربنا من بعض الجامعيين من أجل رصد دوافع إقبالهم على بعض الحرف المؤقتة واقتحامهم ميدان العمل مبكرا قبل إنهاء دراساتهم العليا فتباينت الآراء إلا أنها صبّت في وعاء غلاء المعيشة والظروف التي باتت صعبة تحتّم على كل شخص الاعتماد على نفسه في مصاريفه اليومية والاستقلال عن العائلة التي بالكاد تستوفي متطلبات العيش الضرورية وتحقق مطلب المأكل والمشرب. الطالبة سيلين تدرس في السنة الثانية تخصّص فرنسية قالت إن الدراسة بالجامعة فعلا ليست بالخطوة السهلة فالتنقلات والدراسة ككل تتطلب مصاريف ما أجبرها على اقتحام ميدان العمل بحيث اختارت أن تعمل في محل لبيع مختلف المستلزمات النسائية ومباشرة بعد النجاح في البكالوريا فكرت فعلا في العمل وهي الآن تحقق مداخيل واستقلّت ماديا عن أسرتها خاصة وأن أباها يعمل بدخل شهري متوسط لا يتعدى 4 ملايين سنتيم ووجدت أنه من الواجب تحقيق استقلالها ماديا والاعتماد على نفسها في توفير مصاريفها اليومية وبالفعل كان لها ذلك وعلى الرغم من أن دخلها لا يتعدى 2 مليون سنتيم شهريا إلا أنها ترى أنه أحسن بكثير من تلك المنحة الجامعية المتدنية التي لا تتعدى 2000 دينار شهريا. الطالب حسام يدرس تخصص الحقوق والعلوم الإدارية في السنة الأولى قال إنه يعمل في محل للإطعام السريع ووجد نفسه مضطرا إلى ذلك لكونه يحتاج إلى مصاريف لتغطية العديد من المتطلبات على غرار اقتناء الملابس ودفع تكاليف قاعة الرياضة واقتناء بعض المكملات الغذائية الضرورية لبناء العضلات إلى غيرها من الحاجيات التي يحتاجها شاب في مقتبل العمر ورأى أن العمل خطوة ضرورية قبل تخرّجه إلا أنه يحرص على التوفيق بين ساعات العمل والدراسة كما أن صاحب العمل يتفهّم الوضع ولا يمنعه من الدراسة وختم بالقول إن أغلب الطلبة بحاجة إلى العمل حتى وهم يدرسون لتغطية متطلباتهم ونفس النهج ينتهجه زملاؤه في الجامعة لتغطية المتطلبات ولا حرج في ذلك مادام أنهم يعملون بعرق جبينهم ويحرصون على الجمع والتوفيق بين العلم والعمل.