انطلاق تظاهرة «الكتاب في الشّارع» ببومرداس

أطلقت مديرية الثقافة والفنون لولاية بومرداس تظاهرة «الكتاب في الشارع»، إلى جانب برنامج فكري متعدد الأنشطة لفائدة الأطفال، بالموازاة مع الصالون الدولي للكتاب في محاولة لتقريب هذا الحدث الدولي من شريحة واسعة لم يسعفها حظ زيارة المعرض، وبالتالي تقديم صورة تحاكي مجمل الأنشطة المبرمجة طيلة سيلا 2022.
تحتضن المكتبة الريفية للمطالعة العمومية لقرية عمر ببلدية برج منايل طيلة أيام الصالون الدولي للكتاب، عدة أنشطة ثقافية وفكرية لفائدة الأطفال وتلاميذ المدارس ضمت معرض للكتاب، قراءات قصصية وشعرية، تلوين رسومات، ومداخلات من قبل مختصين تتناول أهمية القراءة في تنمية الملكة الفكرية في زمن تراجع المقروئية، وهيمنة وسائل التكنولوجيا على الكتاب.
إلى جانب هذا النشاط الموجّه لشريحة الأطفال، أطلقت مديرية الثقافة لبومرداس مكتبة فكرية متنقلة لتشجيع المقروئية في الساحات العمومية بعنوان «الكتاب في الشارع» تزامنا مع الصالون الدولي للكتاب، حيث كانت البداية من ساحة «الدلفين» وسط بومرداس التي لاقت تجاوبا كبيرا من قبل الأطفال والعائلات وحتى الطلبة الجامعيين، خاصة وأن الموعد تزامن ونهاية الأسبوع.
وقد تركت مثل هذه المبادرات الفكرية استحسانا وسط المواطنين والأولياء وكل هوّاة القراءة والمطالعة، الذين تحدّثوا على أهمية مثل هذه الأنشطة، التي تساهم في تقليص حجم الفراغ الذي يعاني منه الشباب والأطفال بالخصوص وسط تهديدات الآفات الاجتماعية السلبية، وكذا قدرتها على إعادة غرس فعل القراءة وتقريب الكتاب من مختلف الشرائح، بعد أن غاب هذا التقليد في المجتمع مع بداية اندثار المكتبات المتخصصة التي ساهمت في عملية البناء الفكري والعلمي للكثير من الأجيال السابقة.
كما يأمل الكثيرون من المهتمين بمثل هذه النشاطات الفكرية والتثقيفية الهادفة أن تتوسّع لتشمل باقي بلديات وقرى الولاية، التي تبقى بحاجة إلى أنشطة ترفيهية نتيجة غياب المراكز الثقافية والرياضية، وضعف شبكة الهياكل والملحقات الريفية التابعة للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، التي تقتصر على مكتبتين أو ثلاثة فقط منها مكتبة قرية عمر التي تحاول مواكبة الحدث الثقافي الوطني، وهي مبادرة غير متاحة تقريبا لباقي أطفال بومرداس غير المحظوظين للاستمتاع بتظاهرة الصالون الدولي للكتاب.