قالت الدكتورة في البيطرة هدى جعفري سميرة، أمس، إن الجزائر بحاجة إلى أزيد من 600 ألف بقرة حلول بقدرة إنتاجية 10 لترات في اليوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتغطية الطلب الوطني من مادة الحليب والتوقف عن الاستيراد، مع حل مشاكل المربين مع التغذية "الأعلاف" وتطهير القطيع من أجل الحصول على الاعتماد الصحي الذي يحمي الثروة الحيوانية من الأمراض. أكدت الطبيبة البيطرية في تصريح ل "الشعب"، ضرورة تسريع عملية الترقيم لتحديد العدد الحقيقي للماشية والقضاء على المربين غير الشرعيين، مشيرة أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية شرعت في العملية في أكتوبر 2020 عبر ولايتين رائدتين تلمسان وبجاية، غير أنها لم تعمم على باقي الولايات، مما آخر عملية الإحصاء الدقيق. بلغة الأرقام قالت البيطرية هدى جعفري، إن احتياجات الجزائر حاليا تقدر ب5 ملايين لتر من الحليب يوميا، أي ما يعادل مليار و825 مليون لتر سنويا، ما يعني أننا بحاجة 608334 بقرة حلوب قدرتها الإنتاجية 10 لترات في اليوم لإنتاج هذه الكمية. موضحة في ذات السياق، أن الإنتاج الوطني اليوم يقدر ب800 مليون لتر سنويا، أي ما يعادل 266.667 بقرة حلوب قدرتها الإنتاجية 10ل يوميا، أي أن الجزائر تعاني نقصا ب341.667 بقرة حلوب. ترى المتحدثة، أنه من الضروري الذهاب نحو تحسين الماشية وراثيا من خلال تطبيق برامج دعم التلقيح الاصطناعي وإنشاء مشاتل للعجلات تطبيقا للقرارين المؤرخين سنة 2019 / 2020 وهذا لتشجيع المربين على الانخراط فيها، من أجل إيجاد حل لمشكل الاعتماد الصحي، وهو نفس الدعم الذي من المفروض أن يطبق على المربين الذين ينتهجون التلقيح الطبيعي "بالثور"، خاصة إذا كانوا يمتلكون الاعتماد الصحي. في سياق آخر، حذرت الطبيبة البيطرية من خطورة حليب المربين غير الشرعيين الموجه لمحلات بيع الألبان، الذي يمكن أن يعرض صحتنا إلى الخطر، كونه قد يكون مصدرا للعدوى لاحتوائه على البكتيريا، داعية المربين الحائزين على اعتماد صحي إلى القيام بعملية الكشف عن الأمراض المتنقلة من خلال فحص صحي دوري كل ستة أشهر للكشف عن الأمراض، خاصة مرض الحمى المالطية والسل، وذلك بأخذ عينات دم الأبقار لإجراء التحليل المخبري. كما أوضحت، أنه في حال كانت النتائج إيجابية وجب الذبح الصحي وتعويض المربين بين 50 إلى 60٪ من قيمة اللحم، حسب المرض المكتشف الحمى المالطية أو السل، مشيرة في سياق التشجيع على إجراء الفحص الدوري والحصول على الاعتماد الصحي، زيادة قيمة التعويض المالي إلى 100٪ من قيمة الحيوان الذي تم ذبحه صحيا وليس بقيمة اللحم؛ بمعنى آخر المربي الذي يخسر بقرة أو عجلا بالذبح الصحي، يتم تعويضه ببقرة أو عجل حسب جنس حيوانه وعمره "الأخذ بعين الاعتبار المعطيات المذكورة". وعليه، أكدت البيطرية هدى جعفري، أهمية الإحصاء الدقيق للمربين من أجل الاستفادة من برامج الدعم التي تحتاج إلى خطوات أكثر فعالية لرفع إنتاجية الثروة الحيوانية، مع ضرورة توجيه الدعم إلى مستحقيه من أجل تطوير الشعبة وتحقيق قفزة نوعية في مجال تربية الأبقار، خاصة ما يتعلق برفع إنتاجية مادة الحليب الذي يحظى بدعم سنوي قيمته 18 مليار دج.