تم أمس بالمدرسة القرآنية الشيخ أحمد سحنون بالجزائر العاصمة، الإعلان عن تأسيس جمعية «المشيخة العامة للصلح في إفريقيا»، من أجل تحقيق مسعى لمّ الشمل وترسيخ ثقافة الصلح بين المجتمعات في الدول الإفريقية. أكد الأمين العام للجمعية محمد العربي شايشي، أن «الطرق الصوفية والزوايا في الجزائر لطالما كانت ملاذا للمتخاصمين لما لها من مصداقية متفق عليها، وقد حان الوقت لتوظيف هذا الإرث الروحي لبث قيم السلم ولمّ الشمل وترسيخ ثقافة الصلح بين المجتمعات الإفريقية». وأضاف بأن ''كل محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء يمكن ان يصب لصالح مناعة المنطقة الافريقية وانسجام نسيجها الاجتماعي، كما يمكن أن يحفظ الدماء ويصون الأعراض والممتلكات»، معتبرا في هذا الخصوص أن الطرق الصوفية والزوايا بالجزائر «يمكن أن تقوم بهذا الدور مجددا لما تملكه من إرث زاخم يتعين توظيفه على المستوى المحلي والدولي». و يرى شايشي أن ميلاد المشيخة ''سيؤسس لمنارة تشع بالخير في الوطن وفي الجوار القريب للجزائر، من خلال الدور الذي يمكن أن تقوم به عبر دول الساحل الإفريقي على أن يمتد هذا الدور لاحقا و يعم كل القارة''. كما أوضح أن «الرؤية التي تأسست عليها الجمعية تندمج أيضا مع مشروع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القائم على مبدإ الصلح ولمّ الشمل وجمع الكلمة»، مبرزا أن المشيخة هي عبارة عن «جمعية فكرية وثقافية واجتماعية وإنسانية مستقلة، تقوم بنشر فكر الصلح بين الأفراد والمجتمعات من خلال دراسة الواقع الإفريقي وتشخيص أسباب خلافاته». كما تطرق المتحدث إلى أهم المبادئ التي ستنظم عملها، والتي تمحورت في مجملها حول نشر مبادئ السلام وقيم التصالح و إصلاح ذات البين وفتح باب الحوار مع الآخر. من جهته أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الذي حضر مراسم الإعلان عن التأسيس، أن» مشروع هذه الجمعية يندمج مع سياسة الدولة بقيادة رئيس الجمهورية، من اجل دعم علاقات الجزائر مع مختلف الدول الافريقية وهو ما تجسد من خلال فتح خطوط جديدة للنقل الجوي وخلق مناطق للتجارة الحرة، والدبلوماسية الدينية سيكون لها أيضا دورها في دعم هذه العلاقة».