سالم ل «الشعب»: علاقات عميقة وعتيقة مع البلدان النافذة والمؤثرة دوليا أقامت الجزائر منذ استقلالها علاقات متوازنة مع القوى الدولية الكبرى، على أساس التعاون وتبادل المصالح المشتركة وترقية مستوى العلاقات بشكل فعال، حيث عمقت صداقتها مع الصينوروسيا، حل ملفات الاحتجاز الدبلوماسي، التي لا تزال تستذكرها واشنطن بكثير من الامتنان، فضلا عن تطوير علاقات اقتصادية وثيقة مع الجميع لبناء تعاون اقتصادي مثمر. جمعت الجزائر والقوى العالمية الكبرى علاقات موثوقة ومتينة في عديد الملفات الحيوية، ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور حسين سالم، ل «الشعب»، إن علاقات الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية في شقها السياسي، هي علاقات جيدة ولم تتأثر بالتحولات الدولية ولا الخيارات السياسية لكل بلد، حيث عرفت مؤخرا مرحلة دينامكية جديدة خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية وخاصة التنسيق الأمني ومحاربة ظاهرة الإرهاب الدولي. وسبق للسفيرة الأمريكية أن أكدت بأن علاقات البلدين ممتازة في مجال التعاون الأمني والجهود المشتركة ضد الإرهاب، لافتة إلى إجراء حوار استراتيجي ومحادثات مباشرة بين البلدين في ما يخص إفريقيا ومنطقة الساحل. وأكد سالم أن أمريكا تعرف جيدا وضع وأهمية الجزائر في المنطقة الإفريقية عموما والمنطقة المغاربية خصوصا، وبالتالي هي تعمل على توثيقها وتعميقها، صحيح أنها لم تتجاوز الجانب الأمني والطاقوي، لكن يمكن اعتبارها علاقات جيدة، حيث هناك دوما تنسيق بين الدولتين فيما يخص إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، حيث رأينا زيارات متكررة لمسؤولين أمريكيين للجزائر في هذا الصدد. أما بالنسبة لعلاقات الجزائر مع الصين، يؤكد ذات المتحدث أن الجزائر أدت دورا أساسيا في استعادة الصين لعضويتها الكاملة في الأممالمتحدة، كعضو دائم وأساسي، وذلك بفضل العلاقات التي تربطها بدول إفريقيا والتي حشدتها الجزائر لدعم الصين في استرجاع عضويتها الدائمة، كما لا ننسى بأن الصين كانت داعما هاما للثورة التحريرية، وأول دولة غير عربية تعترف بحكومة الجمهورية الجزائرية المؤقتة، وقدمت مساعدات طبية معتبرة، ولا تزال العلاقات الصينيةالجزائرية ذات زخم وتميز كبيرين، حيث لدينا صداقة وثيقة بين الحكومتين والشعبين الصديقين، فضلا عن توافق كبير بين العاصمتين في عديد القضايا يأتي على رأسها القضية الفلسطينية وعدم التدخل في شؤون الدول. ويقول سالم بالنسبة لعلاقات الجزائر مع روسيا، فهي علاقات عميقة وعتيقة تضرب جذورها في التاريخ، حيث كانت الدولة الوحيدة التي كانت تبيع الأسلحة للجزائر، ولم تنقطع العلاقات بين العاصمتين أبدا، حيث كانت دوما علاقات متميزة، يميزها تبادل زيارات رسمية رفيعة المستوى، حيث تجمع البلدين علاقات قوية وإستراتيجية، خاصة مع ترحيب موسكو بانضمام الجزائر إلى منظمة «بريكس»، حيث أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، ترحيب بلاده باعتزام الجزائر الانضمام إلى المنظمة. كما تحلت الجزائر بالكثير من التوازن في الأزمة الأوكرانية، وستتعزز العلاقات الجزائرية الروسية أكثر في الزيارة المقبلة للرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا، موسكو، في ماي المقبل، حيث من المزمع أن تلعب الجزائر دور الوسيط في الملف الأوكراني، وتدعم حلا سلميا للقضية. من جانبه يفيد الدكتور أستاذ الاقتصاد عثمان عثامنية، ل «الشعب»، بأننا نعيش اليوم في عالم يشهد تحولات كبيرة، وباعتبار ما يحدث اليوم من أحداث متسارعة، فإن التغييرات القادمة قد تكون أكثر اتساعا وأعمق من حيث التأثير في طبيعة النظام العالمي القائم وحوكمته.