تُعتبر المقاربة الجزائرية في مكافحة الظاهرة الإرهابية وتقويض التطرف العنيف، إحدى أهم التجارب المُلهمة والناجحة في العالم، الأمر الذي يؤهلها لتكون مرجعية نموذجية وتصوّرا عمليا بنّاء لكل الفواعل الدولية ومراكز البحث والدراسات المتخصصة ضمن سياقات استحداث استراتجية جديدة مشتركة للتصّدي لهذه الآفة العابرة للحدود. يرى أستاذ علم الإجتماع السياسي، الدكتور عبد الله رقيق، أنّ كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الموجهة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حول مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، واقعية وصلبة الحقائق، استندت إلى التجربة الجزائرية في مكافحة الظاهرة المقيتة بتراكماتها ودروسها الناجحة، بفضل جهود وخبرات الجيش الوطني الشعبي في مجابهتها خلال تسعينيات القرن العشرين. وقال الدكتور عبد الله رقيق ل»الشعب»، معلقاً على الموضوع، إنّ الجزائر أثبتت بالفعل رؤيتها الرصينة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتتطلع لتكون مقاربتها الناجحة وفق منظور دولي عام. ولفت رقيق إلى استمرارية جهود الجزائر الحثيثة على أرض الواقع، لمعاضدة جوارها، وكل دول القارة الإفريقية، بغية التصدي لظاهرة الإرهاب. كما عملت الجزائر منذ سنة 2019، مثلما أضاف محدثنا، على تعزيز دورها التنموي والاقتصادي بإفريقيا في إطار احتواء مسببات هاته الآفات، من خلال توسيع التعاون والعمل المشترك بين دول القارة، والسعي نحو تحقيق تنمية مستدامة ماسة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وكذا ترسيخ ثقافة الانتماء والاعتدال للوصول إلى وضع مُفضي إلى الاستقرار الدائم. ولهذا الغرض، أوضح رقيق، أنّ الجزائر منحت 1 مليار دولار أمريكي لميزانية الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، لتحريك الفعل التنموي بالقارة السمراء، وسبقه أيضاً شطب ديون 14 دولة أفريقية وإجراءات تضامنية وتعاونية كثيرة مُبرزة الدور الجزائري الفعّال في الفضاء الإفريقي. عقلانية وحكمة رؤية الجزائر في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف، يُمكنها صياغة ورقة طريق جديدة مشتركة وتحقيق الهدف العالمي المنشود منها، يُضيف أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور عبد الله رقيق.