كشفت مديرة مشروع رقمنة المجموعات المتحفية في الجزائر، عبير شرفة، في حديث مع «الشعب»، بأنّ الدورة التكوينية الموسومة ب «رقمنة المجموعات المتحفية»، بالتعاون بين وزارة الثقافة والفنون، وسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، تخللتها دورة تكوينية افتراضية خاصة بعمال المتاحف، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تتوّج الفعالية التي تزامنت وإحياء اليوم العالمي للمتاحف بتدشين أول مخبر رقمي في الجزائر على مستوى متحف باردو الوطني في الفاتح من جوان المقبل. صرّحت عبير شرفة أنّ اللقاء الذي اتسمت به الدورة التكوينية عرف تقديم مداخلات قيّمة حول رقمنة المجموعات المتحفية، على غرار مداخلات تم تسليط الضوء فيها على إدارة المجموعة المتحفية، سياسة المجموعات المتحفية، خاصية الاستخدام التكنولوجي والوسائط المتعددة والتطبيقات الجديدة، وطرق الجمع والتسجيل الرقمي للبيانات. وأضافت المتحدّثة: «مواصلة للدورة، يتم أيضا تنظيم دورة تكوينية حضورية موجّهة لحوالي 15 موظفا من عمال المتاحف المتخصصين في الرقمنة وعمليات الحفظ، ينظمها خبراء من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن دولة مصر الشقيقة، فيما كشفت أنه بالموازاة مع هذه الدورات التكوينية، وعلاوة على تقديم سلسلة عمليات تطبيقية للرقمنة والحفظ والتوثيق للمجموعات المتحفية لمتحف الباردو، سيتم في الفاتح جوان المقبل تدشين وإقامة أول مخبر رقمي في الجزائر يهدف إلى رقمنة المجموعات المتحفية لمتحف الباردو. وأوضحت بأنّ العمل خلال الدورة جاء بمشاركة خبراء جزائريين، بهدف توثيق كل المجموعات المتحفية في متحف الباردو، وبهذا الشكل سيكون أول متحف مخبر رقمي في الجزائر. وأشارت عبير شرفة، إلى أن الموضوع المطروح في الدورة هو بمثابة المرحلة الثانية من المشروع العام لموضوع الرقمنة، لأن عمل منظمة «تحالف الآثار» بدأ في الجزائر سنة 2021، «حيث شرعنا في دراسة ميدانية لوضعية التراث الثقافي في الجزائر، ووقفنا عند ما يحتاجه، وما هي العناصر التي من خلالها يمكن تقوية وتعزيز حماية التراث الثقافي والرقمنة»، وأوضحت في السياق قائلة: «في أول مرحلة قمنا بإنجاز دليل فوتوغرافي خاص بشرطة الحدود والجمارك الجزائرية وقوات الدرك الوطني، من أجل مكافحة التهريب غير المشروع بالتراث الثقافي، كما قمنا أيضا بإنشاء قاعدة بيانات تتضمن كل الممتلكات الثقافية المعرضة للنهب والسرقة أو للنسب غير المشروع، من أجل حماية الموروث الثقافي الوطني، وهي مهمة الجميع ومهمة كل مواطن جزائري حريص على الحفاظ على تراثه»، قائلة «من لا تاريخ له لا مستقبل له».