أكّدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أنّ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، هو أحد أهم إنجازاتنا الوطنية بعد النكبة، وهذا الانجاز أخذ أهميته بعد نيلها الاعتراف العربي والدولي بأنّها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في العام 1974. قالت "فتح" في بيان صدر عنها، أمس، بمناسبة الذكرى 59 لتأسيس منظمة التحرير، إنّ المنظمة بما فيها من فصائل وطنية، استطاعت إعادة توحيد الشعب الفلسطيني تحت مظلتها، وإحياء وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، وأنّ تجسد الكيانية الفلسطينية المستقلة في المنفى، وأن تعيد القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام وإلى معادلات الشرق الأوسط والعالم السياسية، وأن تعود هذه القضية إلى جدول أعمال هيئة الأممالمتحدة كقضية سياسية وحقوق وطنية، بعد غياب دام أكثر من ربع قرن، وبعد أن اعتقدت الحركة الصهيونية أنها أنهت وجود فلسطين والشعب الفلسطيني في نكبة عام 1948. وأشارت "فتح" إلى أنّ منظمة التحرير أخذت صفتها التمثيلية للشعب الفلسطيني عبر التضحيات وقوافل من الشهداء والأسرى، موضّحة أنّ العدد الأكبر من قيادات هذه المنظمة وكوادرها وفدائييها إمّا استشهدوا في ميدان المعارك والمواجهة، أو تمّ اغتيالهم على يد الموساد الصهيوني. وأكّدت "فتح" أنّها لن تسمح بالمس بالمنظمة باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبأنّها لن تسمح بأي بدائل لها، داعية كل الفصائل الفلسطينية للانضمام لمنظمة التحرير، والعمل بشكل جماعي وعلى أسس وطنية من أجل النهوض بها. وأكّدت "فتح" أنّ الانقسام هو أحد أهم أسباب إضعاف المنظمة، بل وإضعاف الشعب الفلسطيني ومقاومته الحقيقية للاحتلال الصهيوني البغيض، مشيرة إلى أن إنهاء الانقسام هو المدخل الصحيح لا لتصويب أوضاع المنظمة وحسب وإنما لمجمل الكفاح الوطني والحركة الوطنية الفلسطينية. ودعت حركة "فتح"، جماهير الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والتلاحم في وجه العدوان الصهيوني المتواصل، ومواجهة مخططات تهويد الوطن التاريخي فلسطين، محذرة من المحاولات المشبوهة للنيل من المكتسبات الوطنية التي تحققت بالتضحيات الجسام، مشيرة إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذه الصفة التمثيلة هي خط أحمر يمنع الاقتراب منه. معلوم أنّ منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 بهدف تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وتم الإعلان عن تأسيسها خلال اجتماع الجامعة العربية في القاهرة. وقد عقد أول اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية في 28 ماي عام 1964، عندما اجتمع 422 شخصية فلسطينية بارزة لانتخاب أول رئيس للمنظمة، وهو أحمد الشقيري، كما أسّسوا هيئة تشريعية للمنظمة هي المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والصندوق الوطني، وجيش التحرير الفلسطيني، ووضعوا المسودة الأولى للميثاق الوطني والقانون الأساسي الذي يهدف إلى تحرير فلسطين وتنفيذ حق العودة وممارسة حق تقرير المصير. أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية المظلة التنظيمية لمختلف الفصائل الفلسطينية، ولعبت دوراً رئيسيّاً في تعبئة الفلسطينيين في شتى أنحاء العالم وتركيز الدعم الدولي لقضيتهم. وفي عام 1974، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني". وأعلنت منظمة التحرير الفلسطينية في 15 نوفمبر عام 1988 "استقلال فلسطين" خلال المؤتمر 19 للمجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر.