تتواصل بالباهية وهران التحضيرات لعيد الأضحى المبارك، بالرغم من ارتفاع أسعار المعدات ولوازم الأطباق المفضّلة لدى العائلات الوهرانية مقارنة بالسنوات الماضية، في حين يشتكي الكثير من غلاء الأضاحي، و«عدم مراعاة الموالين وباعة الكباش لأحوال الناس وقلّة حيلتهم"، كما يقول عمي "محمد"، ستيني وأب لخمسة أطفال. ككل سنة ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تظهر في الأسواق والمحلات وخاصة في الأسواق الموازية على قارعة الطريق بالأحياء الشعبية، مستلزمات العيد من سكاكين وأدوات النفخ والسلخ، إضافة إلى البهارات والتوابل اللازمة لطبق "الدوارة" و«الكسكسي باللحم" و«المحمر" و«الحم الحلو" وغيرها. أسعار الاضاحي تربك العائلات إن توفّرت المعدّات وعلى رأسها السكاكين والشكاوى من كل نوع وحجم وأعواد الشواء حديدية أم خشبية كانت وأدوات الشحذ وتقطيع اللحم، فالأسعار تبقى مرتفعة جدا، حسب العديد من الآراء التي جمعتها "الشعب". «العيد هذه السنة طعمه مُرّ"، تقول "نادية"، أستاذة التعليم الثانوي "الأسعار ملتهبة والتجار هجرت الرحمة قلوبهم، نفس المعدات تضاعف سعرها مقارنة بالسنة الماضية، وحين تستفسر يقولون المادة الأولية زاد ثمنها". هذا ما يؤكّده "فوزي" صاحب محل لبيع المواد الغذائية بأحد الأحياء الشعبية الجديدة بشرق وهران، والذي حوّل مدخل محله إلى فضاء بيع عدة العيد دون أن يكشف الأسعار علنا، وأشار فوزي إلى "أن أسعار الجملة التهبت هذه السنة، وأنا لا أضيف كثيرا على سعر الشراء حتى يتسنى للجميع اقتناء ما يلزمهم بأريحية". «لم أشتر الكثير هذه السنة"، كشفت لنا السيدة أمال ربّة بيت، "فأنا أحرص على الحفاظ على معدات الذبح والشواء من سنة لأخرى، شراء المقبلات والصلصات والزيتون وكل ما يرافق أطباقنا الخاصة بعيد الأضحى أصبحت هي الأخرى جد غالية في الأسواق والمساحات التجارية، والأضحية هذه السنة ليست للآسف الشديد في متناول الجميع". «لا أدري ماذا يحدث؟"، يقول عمّي "قدور"، كهل في العقد السابع من عمره، "عيد الأضحى بات لمن استطاع إليه سبيلا. أسعار المواشي جد ملتهبة، وهذا جنون بحد ذاته، وأعذار الموالين واهية، فهم يرجعون الغلاء إلى ندرة وارتفاع أسعار علف الماشية ودوائها، والكل يعرف أن الحكومة تدعم فرع تربية الدواجن، وتساعد المربين بشتى الطرق، ويبقى المواطن رهينة في يد المضاربين..".