حقّق فريق أولمبي عنابة، الذي تأسّس عام 2006، إنجازا تاريخيا بتتويجه بكأس الجزائر لكرة اليد رجال، بفضل فوزه في النهائي على حساب نادي الأبيار بعد الوقتين الإضافيين (38-34) في المباراة التي جرت بالقاعة المتعددة الرياضات للمركب الأولمبي "ميلود هدفي" لوهران. أوفى النهائي بين ناديين حقّقا المفاجأة بوصولهما لأول مرة إلى هذه المحطة الأخيرة من المنافسة الشعبية، بكل وعوده بالنظر إلى حالة الترقب التي سادته، سيما خلال الشوط الثاني والوقت الإضافي الأول. ودخل أبناء عنابة بقوة المباراة بعدما سيطروا على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى من الشوط الأول، حيث تمكنوا من تعميق الفارق إلى أربع أهداف بداية من الدقيقة 8 (8-4). وانتظر المنافس إلى غاية الدقيقة 22 لتقليص الفارق إلى هدفين، ولكنه أنهى الشوط الأول متأخرا بنتيجة 14-11، أي بفارق ثلاثة أهداف. وتكرّر نفس السيناريو في بداية المرحلة الثانية التي حافظ فيها أشبال هشام بودرالي على تقدمهم، قبل أن يعود المنافس بقوة في المباراة لينجح في تعديل النتيجة للمرة الأولى في الدقيقة ال7 (24-24). وأصبح بعد ذلك اللعب متكافئا بين الفريقين، حيث كان كل طرف يرد على هدف من الطرف الآخر إلى غاية نهاية المرحلة الثانية بالتعادل (26-26)، مما اضطر المنافسان للجوء إلى الوقت الإضافي للحسم في أمر المتوج بالكأس، ومع ذلك، لم يغير الوقت الإضافي الأول شيئا في الأمر بعدما انتهى بالتعادل (31-31)، لكن الكلمة الأخيرة عادت إلى أولمبي عنابة الذي سيطر على مجريات الوقت الإضافي الثاني منهيا اللقاء لصالحه بنتيجة (38-34). واستلم لاعبو أولمبي عنابة كأس الجزائر، التي أهديت إلى روح رحموني مامول، الرئيس الأسبق للاتحادية الجزائرية لكرة اليد، من يدي الرئيسة الحالية لهذه الهيئة، كريمة طالب، بحضور مسؤولين من الوصاية واللجنة الأولمبية الجزائرية، إلى جانب السلطات المحلية. تصريحات - هشام بودرالي (مدرّب أولمبي عنابة): ''أنا سعيد جدا بهذا الإنجاز الأول لفريقي، الذي يترجم سنوات طويلة من العمل والمجهودات المضنية لناد تأسس في 2006 فقط. هذا التتويج يعود للاعبين بالدرجة الأولى بعد المردود الجيد الذي قدموه بالمناسبة، ولو أنّني تمنيت أن يحسموا الأمور في الوقت القانوني للمباراة دون اللجوء إلى الأوقات الإضافية، وهو ما يدل على تقارب مستوى الفريقين. سيكون هذا التتويج أيضا محفّزا لنا قبل انطلاق البطولة ببضعة أيام، حيث سنسعى لإنهائها بين الثلاثة الأوائل. وسنسعى كذلك للتتويج بالكأس الممتازة التي سنلعبها ضد حامل لقب البطولة الوطنية، وفاق عين توتة، كما سنعمل على مشاركة قوية في البطولة الإفريقية للأندية التي ستقام بوهران أفريل المقبل''. - لمين ساحلي (مدرّب نادي الأبيار): "أنا متأسّف جدا لهذه الخسارة، سيما وأنّ عناصري عادت بقوة في الشوط الثاني، وكانت على بعد ثواني قليلة من حسم المباراة لصالحنا. أظن أن البداية السيئة لفريقي والتسرع الذي ميّز اللاعبين كان له أثره السلبي علينا، فضلا عن غياب عدة عناصر أساسية بسبب الإصابة، ومغادرة أسماء أخرى التي فضلت تغيير الأجواء، وهو ما دفعنا لاستقدام لاعبين جدد يلزمهم بعض الوقت لتحقيق الانسجام مع زملائهم القدماء''. صالح بوشكريو (مدرّب وطني): ''لقد حضرنا لنهائي جيد، حيث كان التنافس على أشده بين الفريقين، ولعل ذهابه إلى غاية الوقت الإضافي يؤكد على المستوى المتقارب جدا بين الناديين. أعتقد أن أولمبي عنابة كان أكثر استعدادا للمواجهة، حيث لاحظت أن لاعبي الأبيار ينقصهم الانسجام، وهو أمر مفهوم باعتبار أن تشكيلة هذا الفريق عرفت تغييرات كثيرة في تعدادها''.