تقاسي 40 عائلة بحي 1 ماي القصديري ببلدية بني مسوس الأمرين منذ حوالي نصف قرن من الزمن، نظرا للظروف القاسية التي يعيشونها وسط الجرذان والثعابين والأمطار التي تتساقط على رؤوسهم، والتي سببت أمراض حساسية ومزمنة لفلذات أكبادهم بالإضافة إلى فئات كبار السن. وعليه يطالبون الوالي زوخ عبد القادر بالنظر إلى مأساتهم وترحيلهم في اقرب الآجال إلى سكنات تحفظ لهم كرامتهم. انتقلت “الشروق ” إلى حي 1 ماي القصديري ببني مسوس، حيث أول عائلة استقبلتنا عائلة المنتحر سحنون ابراهيم، هذا الأخير الذي أودع ملفا للحصول على سكن اجتماعي فلم يعره المسؤولون بالبلدية أي اهتمام، ويوم الحادثة الأليمة وحسب شهود عيان فقد هدد أحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي بالانتحار في حالة عدم استقبال المير له، حيث بقي هناك من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء، فأجابه باستهتار افعلها إن استطعت، وفعلا صعد فوق سطح البلدية ورش البنزين على ملابسه وأشعل النار التي التهمت جسمه وتوفي على إثرها. زوجة المنتحر: “منحوا لي السكن بعد انتحار زوجي وتيتيم أبنائي” تحدثنا مع السيدة سحنون، أرملة المنتحر التي تعيش حياة البؤساء رففة ولديها والتي قصت علينا الساعات الأخيرة التي تحدث إليها زوجها، حيث يوم انتحاره ترك لها مبلغ 5000 دج من عائدات عمله كقابض في حافلة نقل المسافرين، طالبا منها صرف المال في حالة الحاجة، حيث لم يبد لها نيته في الانتحار، وأضافت أن الولاية منحت لها سكنا اجتماعيا ببلدية أولاد فايت، في عملية الترحيل الأخيرة التي شهدتها البلدية، حيث لم تسعد بها، كون معيلها الوحيد انتحر بسبب سوء المعاملة التي شهدها من السلطات المحلية. وأكدت أنها لا تملك قوت يومها وتقتات من صدقات المحسنين، حيث لا دخل لها ولا معيل بعد رحيل والد أطفالها. وعليه تناشد المحسنين النظر إلى حالتها المزرية لمساعدتها بالمواد المواد الغذائية والملابس والأفرشة وكذا حفاظات لطفلها الرضيع. عائلة يصاب ابنها بالسرطان بسبب حياة القصدير التي تعيشها التقينا مع أحد السكان متزوج وأب لخمسة أطفال، صرح أنه يعيش منذ 20 سنة في البيت القصديري، ورغم الترميمات المتتالية التي يقوم بها، غير أن البيت يبقى غير لائق بسبب الرطوبة والجرذان التي تدخل من حين لآخر إلى غرف البيت. وبنبرة صوت حزينة أخذنا إلى ابنه المراهق الذي أجريت له عدة عمليات جراحية إثر إصابته بداء السرطان على مستوى قدمه، وقد طلب منه الأطباء إبعاده من جو الحي القصديري حتى يتماثل نهائيا للشفاء. وأضاف المتحدث إلى أنه حتى زوجته ورغم أنها لا يتجاوز سنها 50 غير أنه بسبب الحياة القاسية أصيبت بأمراض مزمنة جعلتها لا تستطيع الاعتناء جيدا بأطفالها. بسبب عيشة القصدير تلاميذ ينخفض مستواهم الدراسي وأكدت سيدة استقبلتنا في منزلها وأظهرت لنا الجدران المهترئة والمهددة بالانهيار على رؤوس أطفالها، أن السلطات البلدية في كل عملية ترحيل يعطونها آمالا واهية على أنهم سيكونون ضمن القائمة، غير أنهم يصابون بخيبات الأمل التي أثرت على صحتهم وصحة أطفالهم على غرار مستواهم الدراسي الذي انخفض بسبب انعدام الظروف الملائمة والمكان اللائق لمزاولتها والحصول على نتائج جيدة. وفي نفس السياق أكدت أم ل6 أطفال أن ابنتها الكبرى أصيبت باضطراب نفسي بسبب عدم نجاحها في البكالوريا 3 مرات والسبب عدم قدرتها على تحمل عيشة الحي الفوضوي، كما أن ظروفهم القاسية جعلتها لا تستطيع مساعدتها بالدروس الخصوصية. تدهور صحة معاقين وكبار السن بسبب البيوت القصديرية اقتربت منا سيدة في العقد الخامس من العمر والدموع تنهمر من عينيها من شدة الأسى التي تعيشه مع زوجها المسن البالغ 88 سنة، هذا الأخير المصاب بعدة أمراض مزمنة، والبيت القصديري الذي يعيشان فيه ضاعف معاناتهما، خاصة الزوجة التي تقاسي الأمرين في عملية التكفل به في محيط مليء بالرطوبة والأتربة جعلت صحته في تدهور مستمر. وأضاف شاب يقطن بنفس الحي وعاش فيه ثلاثة أجيال من عائلته، أنه يتذكر حديث جدته التي توفيت في البيت القصديري وأملها في ترحيل لم يتحقق. وإلى يومنا لم تف السلطات المحلية بوعودها، متخوفا من أن يكون مصيره مثل مصير جدته. أو الانتحار حتى يستفيد أبناءه من سكن اجتماعي.