الخضر لن يلعبوا تصفيات مونديال قطر في البليدة

أربع مركبات رياضية كبرى ستكون جاهزة في أكتوبر

يبدو أن حكاية المنتخب الجزائري مع ملعب تشاكر في البليدة قد انتهت نهائيا، ليس تزامنا مع تصفيات مونديال قطر التي تفصلنا عن أولى مبارياتها تسعة أشهر كاملة وإنما بداية من مباراة شهر مارس القادم ضمن تصفيات “كان” الكامرون.
حيث سيكون ملعب 5 جويلية قد استعاد عشبه الطبيعي في حلّته الجديدة من مؤسسة فرنسية متعوّدة على زرع العشب في ملاعب المعمورة، أما في شهر أكتوبر فسيكون أمام الفاف وخاصة جمال بلماضي ولاعبيه حرية الاختيار لأجل مباشرة لعب تصفيات مونديال قطر، بين الملاعب التي ستكون جاهزة والتي تضمن فوز الخضر الضروري على أرضية ميدانه أمام منتخبات نيجر وبوركينا فاسو وجيبوتي، ويبقى تحديد ملعب مباراة الدور الأخير أو مباراة السد مؤجلا إلى غاية موعدها في خريف 2021.
لعب الخضر منذ تصفيات مونديال 2010 والتي كانت تعني أيضا تصفيات “الكان” في أونغولا، في ملعب تشاكر في البليدة الذي يحمل ذكريات كروية لا تنسى ومنها بالخصوص الفوز على مصر في جوان 2009 بثلاثية مطمور وغزال وجبور مقابل هدف من أبو تريكة، وحققوا من تشاكر العودة إلى المونديال، ومن نفس الملعب تحت قيادة خاليلوزيتش انتزعوا بطاقة التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، وفيه عجزوا في أول مباراة في تصفيات مونديال روسيا أمام الكامرون وتعادلوا في عهد الصربي رايفاتس بهدف لمثله، وعجز المسؤولون عن ملعب 5 جويلية أن يكونوا في المستوى فكان الملعب يقدّم صورة مسيئة للجزائر من خلال العشب الطبيعي السيء، وأيضا المدرجات التي لا تتوفر على كراس مريحة للأنصار، ولعب الخضر مباراة واحدة في عنابة في هذه الفترة، وفازوا على المغرب من ضربة جزاء ضمن تصفيات “الكان” وأخرى في قسنطينة في عهد رابح ماجر، ولكنهم عادوا مجبرين وليسوا أبطالا إلى البليدة بعد أن فشلت سفرياتهم هنا وهناك، ولكنهم خلال النصف الثاني من السنة الحالية 2020 سيكون أمامهم أربعة ملاعب جاهزة وكبيرة لأجل استقبال منافسيهم وهي ملعب 5 جويلية الذي سيسلّم في بداية مارس في حلته سواء من حيث العشب الطبيعي أو ملحقاته أو المدرجات، أو ملعب وهران أو حتى براقي بالعاصمة وملعب تيزي وزو، ويحتفظ ملعب الخامس من جويلية، بنسبة أوفر لمباشرة التصفيات المونديالية فيه، لأن الطاقم الحكومي الحالي لم يباشر بعد زياراته إلى المركبات الثلاثة الأخرى، التي تشرف على نهايتها، أما ملعب الدويرة فمازال موعد تسليمه متأخرا ومؤجلا إلى ما بعد نهاية السنة الحالية.
في تصفيات مونديال 1982 الذي شهد أول تأهل للخضر في عهد الثلاثي رايكوف وسعدان ومعوش، بدأ المنتخب الجزائري أول مبارياته من ملعب وهران حيث فاز بثلاثية مقابل واحد أمام سيراليون بعد تعادله في فريتاون في ملعب سياكاستيفانس بهدفين لمثلهما، ثم انتقل في المباراة الثانية إلى قسنطينة حيث سحق رفقاء فرقاني نيجر برباعية مقابل صفر، وخسروا في لقاء العودة بهدف نظيف في نيامي، وفي المباراة الثالثة استقبلوا في قسنطينة السودان وفازوا عليها بهدفين مقابل صفر، وعادوا بتعادل ثمين بهدف لمثله من أقدام رابح قموح في الخرطوم، وفي آخر مواجهة قبل التأهل لكأس العالم عادوا بفوز بهدفين نظيفين من لاغوس أمام نيجيريا، وفازوا في قسنطينة أيضا بهدفين من بلومي وماجر مقابل هدف واحد، وكان خيار قسنطينة بسبب وضع ملعب 5 جويلية لأول مرة تحت طائلة نزع عشبه الاصطناعي ووضع عشب طبيعي تولّت مؤسسة هولندية زرعه، ومنذ ذلك الحين والجزائر تدفع ثمن انعدام الصيانة حتى أن البعض اقترح العودة إلى العشب الاصطناعي، مع الإشارة إلى أن ملعب 5 جويلية هو الذي شهد مباريات تصفيات مونديال المكسيك 1986، حيث فاز أشبال رابح سعدان بثلاثية مقابل هدفين أمام أونغولا بعد تعادلهم في لواندا من دون أهداف، وفازوا بثنائية نظيفة أمام زامبيا من بن ساولة وماجر، ثم فازوا في لوزاكا بهدف من بن ساولة، وبعد فوز كاسح في تونس في ملعب المنزة برباعية مقابل واحد في لقاء التأهل عادوا ليؤكدوا من ملعب 5 جويلية الفوز بثلاثية كاملة.
امتلاك الجزائر حاليا لمركز تحضير في سيدي موسى، يجعل من خيار ملاعب الوسط الأقرب والعاصمة على وجه التحديد، بالرغم من أن ملعب وهران عند تسليمه سيضمن أرضيتين من العشب الطبيعي للتحضير، إضافة إلى أن وهران تمتلك الفنادق الفخمة من سلسلات عالمية، ولكن لربح الوقت سيكون بالتأكيد ملعب 5 جويلية هو الخيار الأول، ويليه مركب براقي بالعاصمة ومن بعدهما ملعب تيزي وزو وملعب وهران.
ب.ع