"يا سيادة الرئيس استمع لمعارضيك وشاورهم في الأمر، وذلك لن يسقط من هيبتك بل سيزيد من هيبتك، وأتكلم معك بحب وصدق واحترام واستعطفك وأرجوك باسم الإيمان واحتياج مصر أن تحل المشكلة".. هذا الكلام لم يقله ليبرالي متطرف، ولا وجه اعلامي معارض للرئيس المصري محمد مرسي، ولا أحد الخصوم التقليديين لجماعة الإخوان المسلمين ولكن قاله عمرو خالد، الداعية ورجل السياسة ومؤسس حزب مصر الجديد! عمرو خالد الذي صنف نفسه واحدا من رافضي الإعلان الدستوري الجديد، كتب يقول في أحد بياناته أنّ الشورى جزء أساسي من الشريعة ثم تساءل: "كيف تطالبون بالتطبيق وتتجاهلون جزءا أساسيا منها بعد أن انسحب عدد من أعضاء القوى المدنية من التأسيسية ". هذا الكلام كان سببا رئيسا في شحذ مزيد من المعارضة لعمرو خالد، لكن فئة المصدومين بآرائه الأخيرة كانت هي الأكبر، حيث كتب أحد المنتقدين على الفايسبوك يقول: "يا عمرو خالد، أنت لك مهمة محددة معروفة يوم أن قدمت من الخارج بإذن جمال مبارك لتدعيم مرشح الفلول.. اترك الشريعة والشورى واستكمل دورك المنوط بك، لا أدري ما سر عدم توجه القلوب إليك في الفترة الأخيرة؟ العلاقة بينك وبين الله تغيرت (...) أراك تحاول البكاء وكأنك تبكي على قرارات مرسي الأخيرة وتعارضها - لا فرق بينك وبين شفيق - إلا أن شفيق لا يحاول اظهار البكاء ويبقى صلبا.. يا حسرة على العباد!" هذه المقارنة التي يضعها خصوم عمرو خالد مع شفيق لم تأت صدفة، وإنما لأن الداعية الشهير ببرنامج صنّاع الحياة، سبق له تأييد الجنرال شفيق في الدور الثاني على حساب مرسي، بحثا عن الزعامة، ولأن عمرو خالد ما زال يعتقد نفسه "رئيسا لمصر" مع وقف التنفيذ وجماعة الإخوان حالت دون تحقيق حلمه. ومن جهته، خرج الداعية اليمني الشهير الحبيب الجفري، ليخاصم ويعارض الإخوان المسلمين قائلا في تغريداته على تويتر بأن "إزدراء الأديان لا ينحصر على مهاجمي الدين بل ينبغي أن يدخل في التعريف كل متاجر بالدين في سوق السياسة"، و"من يحكم على مؤمن بالردة أو يكفره أو يتهمه بالنفاق الشرعي لمجرد مخالفته لتوجهه السياسي"، ثالثها "من يجعل دخول أحد إلى الجنة أو النار مرتهنا بتصويت انتخابي لمرشحه أو لمنافسه".. البعض طالب الجفري بأن يقولها صراحة فعاد ليصرح: "أنا أقصد الإخوان".