عبّر العديد من الزبائن، الأحد، في حديثهم مع "الشروق" عن استيائهم من ما وصفوه ب "أكذوبة الجمعة السوداء" أو ما يطلق عليه "بلاك فرايداي"، والتي يوهم فيها أصحاب المحلات الزبائن بأنهم سيخفضون الأسعار إلى أدنى مستوياتها، خاصة وأنهم خلال هذا العام روجوا لها منذ أزيد من شهر، لكن حسب ما شاهدناه خلال الجمعة المنصرم، فإنّ أسطورة "بلاك فرايداي" ليست إلا كذبة لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الزبائن. وظهرت أكذوبة "بلاك فرايداي" هذا العام بقوة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث روج أصحاب المراكز التجارية لها منذ ما يزيد عن الشهر، زاعمين بأن التخفيضات في أسعار الملابس وغيرها من المستلزمات ستصل إلى أقل من النصف، وذلك في كل يوم جمعة، لكن خلال جولة استطلاعية قادتنا الجمعة المنصرم إلى بعض المراكز التجارية بباب الزوار والشراقة وبئر خادم، لاحظنا فعالية الجمعة السوداء على الزبائن، حيث تظهر عروض تخفيضات على أغلب المنتجات. وعند حديثنا مع بعض الزبائن، صرّحوا لنا، أنهم من الزبائن المترددين بشكل دائم على تلك المراكز والمحلات المذكورة سلفا، لهذا فهم متأكدون، كما قالوا لنا، أنّ الأسعار لم تتغير، وهي نفس الأسعار السابقة وإن تغيرت فتجدها بشكل خفيف جدا، لا يضاهي العروض المغرية والمزيفة التي أطلقتها تلك المحلات والمراكز التجارية، فيما أعرب زبائن آخرون، أنّ التخفيضات ليست حقيقية وإن وُجدت فهي لم تشمل سوى الأجهزة التي تتعرض لمشاكل عند استعمالها، وأيضا توجد على مستوى المنتجات التي ستنتهي مدة صلاحيتها خلال الأشهر الأولى من السنة الجديدة. وبالنسبة للملابس، فتخفيضات الجمعة السوداء شملت بصفة عامة الألبسة الصيفية، أما فيما يتعلق بألبسة موسم الشتاء الجاري فأسعارها مرتفعة وليس هناك أي تخفيضات، كما أقسموا لنا أن الأسعار نفسها المعروضة في السابق، ولا يوجد أي اختلاف. وذكروا في سياق ذي صلة أن كذبة "الجمعة السوداء" جاءت للتمويه وتقديم إشهار مجاني لبيع أكبر قدر من المنتجات لا أكثر ولا أقل، خاصة خلال هذا العام الذي ينتشر فيه فيروس كورونا المستجد، حسب ما ذكروا لنا، ولكون المحلات كانت مغلقة لأشهر، هاهم أصحاب المحلات يستغلون مناسبة "بلاك فرايداي" لتعويض جزء من الخسائر التي تكبدوها بسبب الغلق. وأضافوا أنه مع اقتراب نهاية السنة تُسارع العديد من المحلات والمراكز التجارية، إلى إطلاق عروضا مختلفة، من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الزبائن، انطلاقا من المواقع التجارية، وصولا إلى المحلات، وتستغل في ذلك بعض الشعارات مثل الشعار الذي ظهرت به هذا العام بقوة وهو"Black Friday"، إذ تُعلن من خلالها عن تخفيضات تصل حد 80 بالمئة على منتجاتها لزبائن يوم الجمعة، في حين تزعم أن هناك تخفيضات تصل حد 40 و50 بالمئة لزبائن الأيام الأخرى، لكن أغلبها ليس إلا مجرد تلاعبات لاستقطاب الزبائن فقط. وللاستفسار أكثر عن حقيقة "بلاك فرايداي"، اتصلنا بالأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين عبد القادر بوشريط، الذي صرّح في اتصال مع "الشروق"، أنّ الزبائن على حق ومعظم التجار، حسبه، لا يلتزمون بقواعد التخفيضات، ويتحايلون على المواطنين، كما أضاف أنّ هناك من يلعب على وترين حيث يقوم بمضاعفة الأسعار أياما قبل موعد التخفيضات، ويعاود خفضها بجزء صغير في موسم التخفيضات زاعما بأن بضاعته "صولد"، وذكر كذلك أنّ هناك من يضع لافتات ويكتب عليها السعر الأول ويشطبها ثم يضع السعر الثاني ويعلق اللافتتين فوق بعضهما على أساس أنه خفض الأسعار إلى النصف، لكن في الحقيقة، فالسعر الأول كان أقل من الثاني المعروض في موسم التخفيضات، وبالتالي يستغل الأمر لصالحه من أجل الرفع في الأسعار والتحايل على المواطنين والزبائن.. وأكد بوشريط في سياق ذي صلة، أنه لا يمثل هذه الفئة من التجار، كما قال أن وزارة التجارة، خصصت لجنة تحقيق، تقوم بالتجول المستمر والدائم، على كبرى المراكز التجارية وكذا المحلات حتى تراقب الأسعار وتمنع مثل هذه التجاوزات، وفي حالة اكتشافها لأي خدعة، ستحيل صاحبها على التحقيق كما ستعاقبه بغرامة مالية أو أمور أخرى قد تصل حد الغلق.