تطالب المئات من العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية المتواجدة بمدينة البويرة بضرورة إعادة إسكانهم في سكنات لائقة، تضمن لهم شروط الحياة الكريمة التي يفتقدونها بمنازلهم الهشة التي يقطنونها منذ قرابة نصف قرن. جددت العائلات القاطنة داخل الأكواخ القصديرية بعاصمة البويرة مطلبها للسلطات والمتمثل في إعادة إسكانها في بيوت لائقة، وقد عبر السكان عن شدة استيائهم حيال الظروف القاسية التي يتجرعون مرارتها لمدة طويلة تتعدى 40 سنة، وصرحوا في اتصال مع "الشروق" أنهم يتكبدون معاناة العيش داخل بيوت من القصدير تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، مضيفين أنهم لا يمكنهم حتى النوم خوفا من لدغات الحيوانات الزاحفة والحشرات التي أصبحت تعتري تلك الصفائح، بالإضافة إلى الأمراض الناجمة عنها، كما أفاد آخرون في خضم تصريحاتهم أنهم يعانون من البرد القارس، خصوصا خلال الفصل الشتوي، حيث تكون الدرجة المئوية دون الصفر أما في فصل الصيف فترتفع درجة الحرارة إلى نحو خمسين درجة مئوية، وما عكر حياتهم أكثر هو معاناتهم اليومية نتيجة غياب أولويات الحياة، والتي تتمثل في قدم قنوات الصرف الصحي، غياب الإنارة العمومية، بالإضافة إلى انعدام مياه الشروب، ما يضطرهم إلى شراء صهاريج المياه التي أصبحت تكلفهم الكثير، ما جعلهم يطالبون الجهات الوصية ضرورة إجلائهم لسكنات لائقة تؤويهم وتحميهم من هذا الواقع المرير الذي يتكبدونه منذ 1973. للتذكير فإن سكان الأحياء القصديرية بمدينة البويرة نظموا عدة مرات حركات احتجاجية للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة وللتنديد بالظروف المعيشية القاسية التي يتكبدونها على مستوى أحيائهم التي تفتقد إلى أدنى ضروريات العيش الكريم، إلا أن السلطات اكتفت بتقديم الوعود، وذلك بإدراج أسمائهم ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الحديثة ذات الصيغة الاجتماعية المنجزة، إلا أن قرار الاستفادة منها يبقى مجرد حبر على ورق، وهو الأمر الذي أثار قلق تلك العائلات التي سئمت الحياة داخل الأكواخ القصديرية خاصة وأننا على أبواب فصل الشتاء.