الحاج عبدو ڨمزر، 70 سنة، حفيد أهم شخصيات مدينة جانت بولاية إيليزي في تحفيظ القرآن، والده ڨمزر علي، الذي كان يلقب بين سكان المدينة بالطالب علي، إذ يعد الطالب من أهم من لقّن القرآن لأبناء منطقة زلواز بمدينة جانت، رفقة شيوخ آخرين لا تزال أثارهم في جيل العقد السادس حاليا، خلّف ابنا لا يزال يحافظ على مهمة مسحراتي رمضان. الحاج عبدو الذي التقت "الشروق" بمزرعته بمنطقة "إفاق" بشمال المدينة، شيخ عفوي وكثير الابتسامة، يحمل رسالة "المسحارتي" قال إنه أخذها منذ 46 سنة خلت، ولن يتركها مادام قادرا عليها، حيث يقوم الحاج عبدو قبيل السحور من كل ليلة من ليالي رمضان، بمغادرة مسكنه قبيل السحور بساعة ونصف ساعة، حاملا الدف، ومعها يصدح عاليا بالشهادة والصلاة على النبي الكريم والتسبيح، حيث يبدأ ب"لا إله إلا الله، محمد رسول الله" ثم "الصلاة والسلام على النبي محمد"، ثم "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، وبين كل من تلك الأذكار يقوم بالضرب على الدف لكي يكون مسموعا وكافيا لإيقاظ الناس، لكن بين ذكر وآخر يكون الضرب مختلفا، من حيث قوة وسرعة الضرب على الدف، ويبقى الحاج عبدو ڨمزر، من النادرين بمدينة جانت، بعد أن اختفى الجيل الذي سبقه، بسبب كبر السن، وعدم مواصلة مهمة المسحراتي من طرف الأجيال الجديدة.