ساركوزي يذهب بعيدا في دعم الكيان الصهيوني لم يفاجئ نيكولا ساركوزي أي أحد عندما قاد جولته يوم الإثنين بعد أن أعطى متسعا من الوقت لرفقائه الإسرائيليين ليبيدوا أطفال ونساء فلسطين وهو يعلن أن المتسبب في المأساة هو حركة حماس، ففرنسا كانت دوما مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة رغم أن إسرائيل لم تكن أبدا مظلومة. * الإسرائيليون يقولون إن عدد اليهود في فرنسا يبلغ مليون نسمة، وتقول إحصاءات فرنسية إنهم دون 600 ألف نسمة، وجاءت هذه الأرقام عندما أعلن شارون بأن إسرائيل مستعدة ولها الإمكانات لاستقبال مليون يهودي يقطنون بفرنسا وهذا عام 2004. وهو ما رفضته فرنسا التي أقرت أن 2000 يهودي يغادرونها سنويا نحو إسرائيل، ورأى شارون في حوار إعلامي عام 2004 أن التواجد اليهودي القوي في فرنسا لم يعد منه طائل بعد أن أصبحت فرنسا مدعمة من دون شروط لإسرائيل، وأيضا أصبحت على هامش صناعة القرار العالمي دون أن ينسى أن فرنسا كانت مع الدولة العبرية وجسدت ذلك مشاركتها عام 1956 في العدوان الثلاثي على مصر حيث مات فرنسيون بالمئات في سبيل إسرائيل. * بدأت الهجرة اليهودية إلى فرنسا في القرن الأول عندما تنقلت عدة عائلات مع الرومان إلى مدينة بوردو، وبعد خروج العرب من إسبانيا بعد سقوط الأندلس هاجر اليهود من إسبانيا إلى فرنسا ودخلوا مدن ماتز وروان حيث اعتبرهم الإسبان حلفاء للعرب فقاموا بطردهم وعوملوا إلى غاية القرن السابع عشر بالطرد وبالقهر ومنعوا من قراءة التلموذ إلى ما بعد الثورة الفرنسية عام 1790 حيث تم الاعتراف بمواطنتهم ولم يكن عددهم قد فاق الأربعين ألفا من بينهم 700 فقط في العاصمة باريس. * وفي الثلاثينيات من القرن الماضي بدأت الهجرة الكبرى من ألمانيا في عام 1933 وتلتها الهجرة من تركيا واليونان وخاصة من الدول الاشتراكية لأسباب سياسية واجتماعية وأمنية، وبعد العدوان الثلاثي على مصر الذي شاركت فيه فرنسا إلى جانب إسرائيل وإنجلترا خرج اليهود من مصر ورحلوا إلى فرنسا وبلغ عددهم 20 ألف يهودي، لتأتي بعد ذلك أهم هجرة يهودية نحو فرنسا ما بين 1957 و1964 وهي هجرة يهود المغرب العربي وخاصة يهود الجزائر. * ولعب يهود فرنسا دورا في مختلف السياسات والأحداث خاصة في انتخابات الرؤساء ومنهم الرئيس نيكولا ساركوزي، ويمتلك اليهود في فرنسا عدة صحف أهمها Tribune juive وأيضا Actualité juive * ويعيش اليهود في فرنسا دون إثارة أي ضجة سياسية أو اجتماعية باستثناءات قليلة كما حدث عام 1985 عندما تزوج رجل يهودي من حسناء إيطالية بباريس وحدثت ضجة كبرى واتهم اليهودي بالخيانة لأن اليهودية ترفض الارتباط بمن لا يعتنق دينها. * وتعترف الأوساط الرسمية والتاريخية الفرنسية بأن يهود فرنسا مرتبطون بشكل غريب بإسرائيل، ومنذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948 هاجر حوالي 60 ألف يهودي إلى الأراضي المحتلة وعاد منهم على فترات 26 ألفا، وتقول الإحصاءات الفرنسية إن 60٪ من يهود فرنسا الذين يزحفون نحو إسرائيل من مواليد الجزائر أو أن آباءهم من مواليد الجزائر. ويوجد في فرنسا حاليا 30 منظمة يهودية كبرى تنشط علنا، إضافة إلى منظمات سرية، ومن أهم المنظمات الاتحاد الإسرائيلي العالمي ومنظمة يهود فرنسا وكلها تجمع التبرعات دون أن يقال إن أموالها تذهب للإرهاب، ويوجد في فرنسا 60 ديرا يهوديا في العاصمة باريس وحدها التي يقطنها حوالي 350 ألف يهودي، مما جعل العاصمة الباريسية تخفق بالنجمة السداسية كلما اندلعت حرب طرفها إسرائيلي، ولا أحد في العالم فاجأته تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي انتظر عدة أيام قبل أن يقوم بجولته المخيبة للآمال، وحتى عندما تحدث عن وقف إطلاق النار راح يقول إن حماس هي السبب وهي الخطر وأخطاؤها لا تغتفر.