استنكرت منظمات طلابية بينها الاتحاد الطلابي الحر بجامعة سعد دحلب البليدة 1 ما وصفه بحالة الانحطاط الأخلاقي الذي مس الجامعات الجزائرية تزامنا والإعلان عن مسابقة لاختيار ملكة جمال الطالبات بكلية التكنولوجيا من قبل ناد ينشط بقسم الهندسة المدنية يسمى "سيفيل برو". حيث دعا الطالبات للتقدم نحو مكتب النادي الكائن بالجناح 7 لاستكمال إجراءات التسجيل في "مسابقة الجمال" والتي لم يحدد تاريخ إجرائها بعد، لكن تم تحديد تاريخ 08 ديسمبر الجاري كآخر أجل لتقديم الترشيحات، وقد أثار الإعلان عن مسابقة "أجمل فتاة جامعية" سخط الطلبة الذين دعوا مسؤولي جامعة البليدة 01 إلى التدخل الفوري لوقف "المهزلة" والتي حسبهم تنم عن غياب مطلق للرقابة على أنشطة النوادي داخل المؤسسة التعليمة، معتبرين تنظيم مسابقة للجمال داخل الحرم الجامعي ضرب لقيم المجتمع الجزائري المحافظ، وبدل أن تكون الجامعة الجزائرية منبرا للتظاهرات الفكرية والمنافسات العلمية بغية ترقية المستوى المعرفي، تحولت مكانا للتفسخ العلني، متسائلين عن الخدمة التي ستقدمها مسابقة "العري" المزمع تنظيمها للمشاركات فيها من الطالبات اللواتي سيعرضن أجسادهن كسلع في إهانة غير مسبوقة للمرأة والطبقة المثقفة ككل، وحسب ما لمسته "الشروق" من داخل كلية التكنولوجيا بجامعة "البليدة1" فإن شريحة واسعة من الطالبات سيقاطعن المسابقة التي من المنتظر أن يُعلن اليوم الأحد عن تفاصيلها لاسيما المتعلقة منها بمعايير المشاركة. للإشارة فإنها ليست المرة الأولى التي يثير الإعلان فيها عن مسابقات للجمال بالجامعة الجزائرية جدلا واسعا، حيث سبق وأثار حفل اختيار أجمل طالبة بجامعة هواري بومدين في باب الزوار والمتزامن وعيد المرأة في 8 مارس 2012 حالة من الفوضى وصلت إلى حد وقوع جرحى عقب مشادة بين جموع الطلبة المحتجين والجهة المنظمة بسبب الممارسات المشبوهة التي طبعت الحفل الذي ألغي في آخر لحظة، واعتبرت أوساط طلابية وأساتذة بأن السماح بتنظيم مسابقات الجمال داخل الحرم الجامعي فضيحة أخرى تضاف لرصيد الجامعات الجزائرية التي أضحت مرتعا لقراصنة الأطروحات العلمية على اختلافها في وقت تراجع مستوى البحث العلمي بشكل خطير. يحدث هذا في جامعاتنا التي تشهد منذ مدة فضائح غير متناهية على غرار المستوى المتردي للطلبة، وفضائح السرقات العلمية التي يقع فيها أساتذة ومسؤولون في الجامعة، ثم فضائح المراتب المتدنية للجامعات الجزائرية في التصنيفات العالمية.