أدانت محكمة عسكرية إسرائيلية، الأربعاء، الجندي الإسرائيلي أيلور عزريا "بالقتل غير العمد" للجريح للفلسطيني عبد الفتاح الشريف، من خلال إطلاق النار على رأسه في 24 مارس الماضي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية)، إن المحكمة العسكرية الإسرائيلية أدانت الجندي عزريا الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً "بالقتل غير العمد". كما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال، أن الحكم سيصدر على الجندي خلال شهر. وبحسب وكالة الأناضول للأنباء، كانت قاضية المحكمة العسكرية مايار هيلر، قد أشارت في حكمها اليوم (الأربعاء)، إلى أنها تستبعد أن يكون الشريف قد قُتل فعلاً قبل إطلاق عزريا النار على رأسه، مشيرة إلى أن "هناك ما يكفي من الأدلة لإدانته" في إشارة إلى عزريا. ونقلت عن عزريا قوله: "الإرهابي يستحق الموت"، مشيرة إلى إنه "خرق تعليمات إطلاق النار باعتبار إنه لم يكن هناك خطر" على الجنود في المكان. وأشارت إلى أن عزريا غيّر روايته للحادث بشكل متكرر، لافتة إلى أنه "لم يكن هناك مبرراً لإطلاق النار". وتابعت هيلر: "لم يكن هناك من مبرر لإطلاق النار، إن حقيقة أن الإرهابي (الجريح الفلسطيني) حاول المس بحياة جنود لا يبرر التصرفات". ورفضت القاضية "مزاعم الدفاع بأن الاتهامات دافعها الضغط السياسي على التحقيق والمحكمة". وقالت: "لائحة الاتهام قامت أساساً على الأدلة إلى التي قدمت (إلى المحكمة)". ولكنها استدركت: "لم يجلب الدفاع أي دليل يثبت المزاعم". وقالت: "إدعاء محامي عزريا بشأن الدفاع عن النفس لا أساس له". واستغرق تلاوة لائحة الاتهام أكثر من ثلاث ساعات. وكان باحث ميداني في مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "بتسيلم" (غير حكومي) قد وثق عملية القتل بالفيديو، وهو ما حول الحادثة إلى "قضية رأي عام". ويظهر التوثيق الجندي الإسرائيلي وهو يطلق النار على رأس الشريف وهو ملقى على الأرض بعد إصابته بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليه. وكان جيش الاحتلال قد اتهم الشريف وفلسطيني آخر بطعن جنود إسرائيليين في المكان قبل إطلاق النار عليهما ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة الشريف بجروح خطيرة. ويظهر الشريط الشريف وهو على قيد الحياة قبل إطلاق النار على رأسه. وكان العشرات من أقارب عزريا قد صفقوا له عند دخوله قاعة المحكمة وبدوره فإنه كان يتبادل الابتسامات مع أفراد عائلته وعانقهم كما عانق صديقته. ووصل إلى قاعة المحكمة عضو الكنيست الإسرائيلي أورين حازان الذي صافح عزريا. من جهتها، قالت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف للصحفيين، إن الجندي عزريا "هو ابن الجميع"، مشيرة إلى أنها ستدفع باتجاه العفو عن الجندي في حال إدانته. كما تظاهر العشرات من مؤيدي عزريا خارج مكان جلسة المحكمة للتعبير عن تأييدهم له وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية ويرددون الشعارات المعادية للعرب من بينها "ينبغي قتل الإرهابيين". وتواجدت قوات كبيرة من الشرطة في المكان.