دعا أئمة مساجد الجمهورية، إلى نبذ جميع أشكال العنف في المجتمع، ونشر ثقافة الأمل وعدم تيئيس المواطنين وتخويفهم من المستقبل. وقال إمام مسجد العربي التبسي في الجزائر العاصمة، في خطبة صلاة الجمعة، إن هناك أطرافا تعمل على نشر اليأس لدى فئات المجتمع خصوصا منها الشباب حول مصيره ومستقبله وهو ما ينهى عنه الدين الإسلامي في العديد من الآيات التي بدأت بعبارات ﴿ لا تقنطوا..﴾ ﴿لا تحزنوا..﴾ ﴿لا تهنوا..﴾ ﴿لاتيأسوا..﴾، حيث أن القرآن يدعو للرضا والتفاؤل وبعث الأمل دائما. وأضاف بأن الواجب على الجهات المعنية في الدولة العمل على التقرب من المواطن لمعرفة حاجاته وانشغالاته اليومية، مشيرا إلى أنه عوض نزول قوات الأمن إلى الشارع الأولى نزول المسؤولين إلى المواطنين والحوار معهم والاستماع إلى مطالبهم والعمل على تحقيقها قدر المستطاع. وأكد الإمام أنه ينبغي على المسؤولين تحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد، حتى يتحقق السلم والاستقرار، منتقدا اندثار الطبقة الوسطى من المجتمع وبقاء طبقتي الأغنياء والفقراء فقط. وشدد على أن مفتاح استقرار المجتمع وعدم حدوث اضطرابات واحتجاجات هو تحقيق العدل، مثلما جاء في القرآن الكريم {إِنَّ 0للَّهَ يَأْمُرُ بِ0لْعَدْلِ وَ0لإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي 0لْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ 0لْفَحْشَاءِ وَ0لْمُنْكَرِ وَ0لْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الآية. ولم يغفل إمام المسجد، عن الحديث عن دور الأسرة والمدرسة والجامعة ومنظمات المجتمع المدني والإعلام والمسجد في تربية أجيال متمسكة بمبادئ دينها وتحمل وعيا كبيرا لما يحدث حولها. وتأتي خطب صلاة الجمعة، التي تناولت موضوع الأمن والاستقرار تلبية من أئمة المساجد لتعليمة وزارة الشؤون الدينية التي وجهتها لهم ودعتهم لتضمين الخطب بمحاور تتحدث عن "نعمة الأمن والاستقرار على أنها من أعظم ما امتن الله به على عباده، واستدامة الأمن واستقرار مقصد من مقاصد الشريعة، وواجب شرعي يقع على عاتق كل المواطنين كل في موقع ومقامه". وجاءت تعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بعد الأحداث التي عرفتها بعض الولايات على غرار بجاية، التي شهدت أعمال شغب من تخريب وحرق للمنشآت والمؤسسات التجارية، على خلفية دعوات مجهولة المصدر لإضراب التجار احتجاجا على الرسوم الواردة في قانون المالية لسنة 2017. وجاء في التعليمة الوزارية، وجوب التحذير من الدعوات التي تثير الفتنة وتزرع الخوف، وكذا التذكير بحرمة النفوس والأموال والممتلكات وتحريك التعدي عليها، والتذكير بمفاسد العبث بأمن البلد. كما أشارت إلى أن ما حققه وطننا في ظلال الأمن من إنجازات ظاهرة جعله محسودا من أكثر من جهة تكيد له، الأمر الذي يستدعي يقظة ووعيا من كل أفراد المجتمع. وذكرت التعليمة، أن الجزائر تنعم بأمن أكسبها استقرارا في جو إقليمي متوتر، وفي أجواء هذه النعمة الربانية توصّل الجزائريون إلى آفاق تنمية شاملة ما كانت لتتحقق لولا استتباب مظاهر الأمن والإستقرار، التي كان للمسجد دور رئيس في تكريسها على أرض الواقع.