دق مختصون في المجال البيئي والكوارث الطبيعية، ناقوس الخطر من تداعيات استمرار حرائق الغابات التي التهمت منذ جوان إلى يومنا أكثر من 15 ألف هكتار من المساحات الغابية والأدغال، في ظاهرة تصنف ضمن 10 المخاطر الكبرى التي تهدد الجزائر ومستقبلها الطبيعي والإيكولوجي، في ظل غياب سياسة رشيدة تهتم بمجال التشجير الذي غُيب مع رحيل الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين ضمن مشروع "السد الأخضر". فاتورة الخسائر الكبرى التي ألحقتها النيران بغطائنا النباتي بعد تسجيل أكثر من 1700 حريق أتى على مختلف غابات وأدغال الولايات الشمالية للوطن، لم تسايرها أي إجراءات استثنائية وعاجلة من أجل إعادة بعث مخلفات الحرائق عن طريق إعداد برنامج لإعادة تشجير وإحياء ما قتلته النيران، لا سيما أن الغطاء النباتي يلزمه أكثر من 10 سنوات ليعيد وجوده من جديد. وصنف في السياق، رئيس نادي المخاطر الكبرى الخبير في الكوارث الطبيعية، عبد الكريم شلغوم، الحرائق الأخيرة ضمن 10 المخاطر الكبرى التي تهدد الجزائر، مؤكدا على ضرورة إيلاء الدولة أهمية لتسيير مثل هذه المخاطر التي أتت على ما يقارب 500 ألف هكتار من المساحة الغابية للوطن في الفترة 2003/2010 فقط.. 25 بالمائة من الغطاء النباتي تفقده الجزائر في ظرف 7 سنوات، وهي نسبة جد عالية يمكن لها- حسب شلغوم- أن تزعزع حكومات بأكملها في حالة تسجيلها بدول أخرى، لما تخلفه من آثار على البيئة وصحة الإنسان وحتى على التوازن الإيكولوجي، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ونظرا إلى أهمية الخطر، أدرجت الحرائق ضمن الأمن القومي وليس لمديرية معينة مثلما هو متعامل به في الجزائر، أما تونس الشقيقة– يضيف المتحدث- ورغم افتقارها إلى مداخيل الطاقة مقارنة بحجم الجزائر إلا أن لديها إمكانيات متطورة لمواجهة الحرائق، وهو ما يبرز مرة أخرى– يضيف- غياب سياسة وقائية لمواجهة هذه المخاطر، والقادم أعظم السنة المقبلة التي يمكن أن يرتفع فيها عدد الحرائق إلى 10 مرات مقارنة بهذه السنة. أما عن الأسباب الرئيسية وراء اندلاع الحرائق، فتحدث شلغوم عن حرارة الطقس وغياب سياسة بالنسبة إلى الإقليم، فضلا عن غياب تهيئة ومسالك للجبال تشرف عليها وزارتا الفلاحة والداخلية فضلا عن الأيادي "الخبيثة" التي منذ 2003 رفعت من بقعة الحرائق في الساحل الجزائري كبومرداس، وتيبازة، والبليدة، وبجاية، والطارف وغيرها.. بغية الاستيلاء على الأراضي. وهي الظاهرة التي ستأخذ أبعادا خطيرة على الطقس الذي سيفقد توازنه مع زحف الرمال والتصحر الذي سيصعد إلى الساحل نتيجة غياب التشجير وفقدان ثقافة الغرس المرافقة لمختلف المشاريع بالطرقات والأحياء. ووجه المتحدث كلامه في الأخير قائلا: "عندما نتكلم عن المخاطر المحدقة بالجزائر.. تصدر أصوات تتحدث عن أياد خارجية وهذا لا أساس له من الصحة".