حذّر الأخصائيون من المخاطر الصحية التي قد تلحق بمرضى السكري والضغط الدموي، وحتى الأصحاء نتيجة عدم الوعي واللامبالاة. حيث أكد رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، فيصل اوحادة، في اتصال ب"الشروق"، أن 60 بالمائة من الحالات الاستعجالية التي تستقبلها المستشفيات بعد العيد، نتيجتها الإفراط في أكل اللحوم الحمراء خاصة المتعلقة بالغنم، وقال إن الإصابة بداء السكري في الجزائر، في تزايد مذهل حيث يوجد 4 ملايين جزائري مريض بداء السكري. وأوضح أوحادة أن الجمعية قامت مند 10 أيام بحملة توعوية تحسيسية عبر بعض البلديات للتحذير من مخاطر المضاعفات الصحية الناجمة عن الإفراط في أكل لحم الأضحية، مشيرا إلى أن المشكل لا يتعلق بأكل اللحم ولكن بالإفراط فيه، حيث لا يجب أن يتعدى المريض أو حتى غيره 150 غرام من اللحم في اليوم. ونصح رئيس جمعية مرضى السكري والضغط الدموي، بما يسمى "الكسكسي الكامل" الذي يباع حاليا في الأسواق الجزائرية مع إضافة الخضار. وقال المتحدث إن أخطر ما يهدد الصحة أيام العيد، هو أكل أطباق مكونة من اللحم فقط، حيث دعا مرضى داء السكري والضغط الدموي وحتى الأصحاء، إلى تناول الخضر والفواكه والبدء بطبق السلطة وتفادي الحلويات والمشروبات الغازية وشرب الماء بكميات معقولة. وحذر أوحادة مرضى السكري من مشروبات ومأكولات "لايت"، وقال إنها أكذوبة تجارية هدفها الربح على حساب صحة الجزائريين، وطمأن هؤلاء بتوفر سكر نبتة "سيتيفيا" في الجزائر قريبا وهو سكر مصنوع في إسبانيا بعد جلب النبتة من أمريكا اللاتينية.
الدهون تهدد القلب ومن جهته، أوضح البروفسور جمال الدين نيبوش، مختص في أمراض القلب، أن دهون لحوم الأضحية في حالة الإفراط في أكلها وخاصة طهيها بزيوت هيدروجينية، قد تجعل الجهاز الهضمي يبذل مجهودا كبيرا في هضمها، وبالتالي تؤدي إلى تخزين تلك اللحوم في جسم الإنسان، وتؤدي إلى تصلب شراييني وارتفاع في الضغط الدموي، وأمراض القلب. وحذّر المختص من الإفراط، الذي قد يكون سببا في انسداد الأوعية الدموية وأزمات قلبية تهدد صاحبها بالموت نتيجة زيادة في الكولسترول والدهون الثلاثية. ونصح نيبوش بتناول الخضر والفواكه وتجنب اللحم المقلي في الزيت، خاصة زيوت لا تحوي أوميغا 3، وقال إن أفضل طريقة هي الشواء أو التحمير في قطرات من زيت الزيتون أو الزبدة النباتية. وأكد البروفسور جمال الدين نيبوش، أن المشروبات الغازية والعصائر تحتوي خطر الأملاح والسكريات التي لم يقم منتجوها بتخفيض نسبتها، رغم أن وزارة الصحة أكدت على ذلك سابقا، وهي وراء الكثير من الأمراض في الجزائر.