كشف أصغر روائي جزائري شاب يدعى عمر بن شريط عن جديده الأدبي الأول له وهو لا يزال في مرحلة الثانوية، وسمه ب"الجريمة البيضاء"، صدر عن منشورات "دار المثقف"، ولقي إشادة الكاتب عبد الرزاق بوكبة الذي قال عنه أنّه عبقري ودفعه ليتوقف خلال سفريته إلى البرج ويحتضن شجرة صنوبر. وقال بن شريط عن نصه الأولّ أنّ أحداثه تدور حول شخصية تدعى رامو، استيقظ فجأة في غرفة موحشة تعود لمبنى كبير، سجن؟ مصحة عقلية؟ قاعدة إرهاب؟ لم يكن يعرف بالضبط.. ولا يدري سوى أنهم يطلقون عليه لقب السجين B18.. وجد نفسه مكبلا في كرسي بعد أن انتهى مفعول التخدير وكان فاقدا للذاكرة.. "ماذا يريدون منه! ولماذا هو بالتحديد؟ وما هو هذا المكان الذي يعج بالمساجين أمثاله في هذا المبنى القذر؟". وأضاف: "ذلك الشريط الأحمر في ظهره وبين كتفيه بالتحديد.. يدل على الحكم عليه بالإعدام، وبما أن أرقام إعدام المساجين قد وصلت للغرفة 212.. ها هو ذا ينتظر مصيره في الغرفة رقم 213". وأوضح أن العمل يرصد في حكايته مهمات وخطايا من أجل الحرية، تربص والكثير من المواضيع التي تم التطرق إليها عبر خرجات تأملية أو في عمق الأحداث. ولفت أنّه يعالج في روايته أكثر من موضوع على الصعيد السياسي أو الثقافي أو الديني، مؤكدا أنّ روايته بوليسية وتعتبر الأولى للدار ومن قلائل الأدب البوليسي في ولايته الجلفة إن لم تكن الأولى. وأكدّ أنّه استغرق في كتابتها ثلاثة أشهر، لكن دخوله عالم الكتابة كان في سن صغيرة أي بعمر الثاني أو الثالث عشر سنة، بحيث بدأ بكتابة الأشعار التي تواكب خيال الطفل الصغير، وصدفة رائعة جعلته يكتشف إمكانيته البسيطة في تصفيف الحروف بطريقة جميلة.. فأخذ يختلي بنفسه ليكتب بين الحين والأخر". وأردف: "ومع مرور الوقت انتقلت إلى الكتابات السردية، ووجدت ضالتي في كتابة الخواطر في منتصف المراهقة فكانت ملاذا لي للهروب من ضغوطات الحياة وبعد دخولي عالم المطالعة، حيث كان أول كتاب قرأته هو "انتيخريستوس" لمصطفى خالد محمود.. ومنه تأثرت بحبك السيناريوهات ووجدت نفسي أحاول خلق أحداث وقصص قصيرة. ولم يخف المتحدث أنه شارك في مسابقة الكتاب الجامع "أصوات" عن دار المثقف للنشر والتوزيع، وتوج بها، ليتم اختيار قصته "مجنون القرية" مع خمسين قصة أخرى لكُتاب هواة من مختلف ولايات الوطن. كما نال المرتبة الأولى على مستوى ولاية الجلفة للقصص القصيرة 2017 لعمر تحت ال18 سنة عن قصته "ثماني صفعات فوق السحاب". وبعد شغفه في كتابة القصص ولج تجربة الرواية التي توجت ب"الجريمة البيضاء" التي ستكون حاضرة في سيلا 22. ويقرأ بن شريط حسب تصريحه لإسماعيل يبرير ومصطفى محمود، احمد خالد مصطفى، احمد خالد توفيق، أجاثا كريستي، جورج اورويل، جول فيرن، دوستويفسكي. وبخصوصه، قال عنه عبد الرزاق بوكبة: "ما هي السياقات الاستثنائية التي تجعل فتى جزائري يدرس ويعيش في مدرسة وشارع جزائريين بالمواصفات التي نعرفها، يكتب رواية بلغة عبقرية ومعمار مثير وأسلوب لذيذ ومناخات جذابة وذكاء صارخ". وتابع بوكبة: "أكملت نصه وأنا في طريقي إلى مدينة المهير فطلبت من سائق الباص أن ينزلني في مكان غابي معزول، نزلت، تنفست عميقا، احتضنت صنوبرة، وأطلقت صرخة سمعت صداها في أذم الشمس.. هكذا أنا عندما أقرأ نصا حقيقيا".