تشهد أسعار السردين ومنذ أيام وفرة غير مسبوقة في الأسواق أدت إلى انهيار أسعاره إلى ما دون المستوى المعهود، حيث نزل ما بين 100 و150 دينار بأغلب الولايات الساحلية في حين وصل إلى 50 دينارا بميناء بوهارون في ولاية تيبازة، بل تم عرضه ب30 دينارا خلال الأيام القليلة الماضية بعد منتصف النهار في مشهد لم يره المستهلك الجزائري منذ عشرات السنين، أدى إلى التهافت عليه بشكل كبير خاصة من طرف العائلات الفقيرة. وأرجع الناشطون على مستوى ميناء بوهارون من صيادين وتجار، انهيار الأسعار إلى وفرة السردين في عرض البحر سواء تعلق الأمر بالجهة الغربية للوطن وحتى بالمناطق الوسطى كتيبازة وتنس وما جاورهما وصولا إلى ولاية مستغانم، وهي الظاهرة التي لم يشهدها مهنيو الصيد منذ عشرات السنين لأسباب قد تعود لتراجع نسبة التلوث في البحر -حسبما أكده السيد عزون ممتهن الصيد بميناء بوهارون في ولاية تيبازة والذي أرجع نقص السردين خلال السنوات الماضية إلى التلوث الناتج عن الصب العشوائي للمواد الكيميائية التي تطرحها المصانع والتي تراجعت نسبتها بشكل واضح بعد التدخل الحازم للسلطات التي أصدرت مؤخرا أوامر بوضع مصفاة تحد من هذا التسرّب. وقال عزون في الوقت ذاته إن مياه الأمطار الغزيرة كانت لها فائدة كبيرة للأسماك حيث تتغذى على كل ما تجرفه أتربة الأودية معها بعد مدة نموها داخل المياه، مؤكدا أن سفينة الصيد الواحدة تحمل معها يوميا ومنذ الإعلان عن الوفرة تلك التي تمتد منذ نحو شهر من 300 إلى 400 صندوق من السردين في اليوم، معلقا في هذا الشأن قائلا: "كاين الخير ما شاء الله..الزوالي عندو ما كلا هاذ اليامات" خاصة وأن آخر الأصداء من بائعي السمك بالجملة أن الصندوق الواحد من السردين وصل سعره 500 دينار في حين تم بيعه بولاية مستغانم بأقل من 150 دينار فيما لجأ البعض إلى رميه بعرض البحار خوفا من تكدسه وفساده، وبشأن إمكانية تواصل استقرار الأسعار خلال الأيام المقبلة، أكد المتحدث أن الأمر مرهون باستقرار الأحوال الجوية التي قد تلهب الأسعار من جديد في حالة تشكل الاضطرابات الجوية.