تدافع القراء على جناح "دار القصبة" للظفر بتوقيع من الكاتب انور بن مالك رغم ان روايته الأخيرة "ابن اليهودي" صدرت منذ سنتين، التقته الشروق فكان الحديث عن خياراته في الكتابة وسبب تطرقه للمسكوت عنه تاريخيا واجتماعيا، قراءته للمشهد الأدبي في الجزائر، ومدى تأثير واقع العالم العربي على مشروعه الروائي القادم. يرى الروائي انور بن مالك ان الإقبال الكبير على روايته في جناح القصبة منذ افتتاح الطبعة ال22 لمعرض الكتاب دليل على اهمية الموضوع، واهتمام الجزائريين بموضوع الإبادة الجماعية سواء في افريقيا او المحرقة اليهودية. وأكد في لقاء مع الشروق على هامش أمسية البيع بالتوقيع لرواية "ابن اليهودي" ان قراءه منفتحون على ما يحدث في العالم ويناقشون افكاره "الرواية صدرت سنة 2015، وإقبال القراء عليها اليوم دليل على ان الجزائريين يهتمون بتاريخ القارة التي ينتمون اليها، لأنني تحدثت عن الإبادة الجماعية، وأيضا تحدثت في نفس الرواية عن المحرقة اليهودية. هذه حقيقة تاريخية ولا يمكن ان نتجاهلها او نقفز عليها بمبرر تعاطفنا مع القضية الفلسطينية، فالأمران مختلفان. انا أؤمن بأن ما وقع للفلسطينيين ظلم، وأدين العنف والتقتيل الذي تعرضوا له ولا يزالون، وأيضا من منطلق انساني بحت لا يمكن ان أغفل موضوع المحرقة عندما نتحدث عن موضوع الإبادة الجماعية". وينتقد انور بن مالك انغلاق الكتاب على ذواتهم ومحاولة الكتابة من زاوية واحدة، خاصة اذا تعلق الأمر بالتاريخ الجزائري، العربي او العالمي "انا ادافع عن افريقيتي وعن انسانيتي ايضا، انا جزء من هذا العالم، وإقبال القراء على الرواية دليل على اهمية ان ننتصر لإنسانيتنا في التعاطي مع قضايا الساعة". ويضيف في نفس السياق "رواياتي كلها تطرقت للواقع العربي دون إغفال القضية الفلسطينية، قدمت رواية عن البربرية والكثير من المقالات والروبورتاجات التي انجزتها في بيروت، حيث كنت هناك خلال فترة الحرب وحرصت على نقل الواقع". ويرى ان الكاتب ليس له تأثير على القارئ كما قد يظن البعض "لا يمكن لأي كاتب ان يقول انه يؤثر في القراء او يوجه ويصنع الرأي، شخصيا اكتب ما اريد وما ارغب في الكتابة عنه، الكتاب لم يعد لديهم سيطرة على المجتمع كما كان في القرون السابقة مثل كتاب المانيا مثلا، الدليل اننا كتبنا عن العشرية السوداء، ولكننا لم نغير شيئا. أنا دائم التواصل مع قرائي واحرص على ان تصدر أعمالي في نفس التوقيت في الجزائروفرنسا". ودافع بن مالك عن خياراته عندما يكتب عن تاريخ الجزائر وأهمية ان يكون الكاتب موضوعيا والقارئ متقبلا للحقيقة التاريخية "أبي كان مجاهدا وعليه كتبت بخلفية وإطلاع عن تاريخ الثورة الجزائرية، عندما لا اكتفي وآخرون بالكتابة عن مجازر فرنسا ونتطرق إلى تصفيات الافلان وقتها وصراعات قادة الثورة وما خلفته من احداث فهذه مسؤولية. الجزائر اليوم اصبحت ناضجة لتتقبل الحقيقة التاريخية كما هي وأن تفتح الصفحات المظلمة من التاريخ". وقلّل المتحدث من الضجة التي ترافق حصول بعض الأسماء على جوائز فرنسية "انا لا اكتب للحصول على الجوائز، هذه مجرد سينما، لأن ما يهم هم القراء، قد تحصل على جوائز عالمية ولكنك لا تملك قراء". وكشف في ختام اللقاء مع الشروق عن جديده الذي سيكون عن العراقوسوريا "أظن العالم العربي اليوم هو مادة للكتابة، لأنه يصنع الحدث والوضع في العراقسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية اصبح اليوم مادة اعلامية وأدبية مهمة من وجهات نظر مختلفة، وعلينا الا نلوم اعداءنا بقدر ما يجب ان نلوم انفسنا، لأننا اعداء انفسنا بالدرجة الأولى للأسف". "انا بصدد الكتابة عن العراقوسوريا والكتابة ستدوم سنتين او ثلاث اكيد، ما يحدث مؤلم ومحبط والصراع الطائفي ليس موضوع الساعة. يؤسفني ان يترك العرب تاريخا مشرقا وحضارة وراءهم ويتقاتلون باسم السنة او الشيعة".