عرض الفيلم الوثائقي "الساورة, كنز طبيعي وثقافي" بالجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية ينهي زيارته إلى بشار: مشاريع استراتيجية تعكس إرادة الدولة في تحقيق تنمية متكاملة بالجنوب    المغرب : استقالات جماعية وسط عمال ميناء طنجة رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني    وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنرال مشال عون في حديث للشروق: حزب الله دولة .. في غياب الدولة
نشر في الشروق اليومي يوم 30 - 08 - 2006

عندما‮ يتحدث‮ شيراك‮ فإن‮ سعد‮ الحريري‮ هو‮ الذي‮ يتحدث
-‬‮ نظرة‮ سعد‮ الحريري‮ للدولة‮ لا‮ تختلف‮ عن‮ نظرته‮ للشركة‮ الخاصة.‬
-‬‮ الحكومة‮ تواطأت‮ مع‮ كوفي‮ عنان‮ حول‮ القرار‮ 1701
-‬‮ النظام‮ اللبناني‮ شركة‮ ذات‮ أسهم
حاوره مبعوث‮ الشروق‮ إلى لبنان‮: طاهر حليسي
استلم‮ رئاسة‮ مجلس‮ الوزراء‮ من‮ الرئيس‮ أمين‮ الجميل..‬‮ وشكل‮ حكومة‮ عسكرية‮ في‮ مواجهة‮ حكومة‮ حديثة‮ يرأسها‮ الدكتور‮ سليم‮ الحص..‬‮ وبذلك‮ أصبح‮ للبنان‮ حكومتان.‬
جاء اتفاق الطائف ليضع حدا للحرب الأهلية.. لكن الجنرال عارض الإتفاق.. وبعد معارك ضاربة، تمّ إقصاء ميشال عون من قصر بعبدا بعملية لبنانية سورية مشتركة وبمباركة أمريكية، حيث اضطر إلى اللجوء إلى السفارة الفرنسية في بيروت.
الجنرال‮ ميشال‮ عون،‮ سياسي‮ بارز‮ في‮ الساحة‮ اللبنانية،‮ عاد‮ سنة‮ 2005‮ من‮ منفاه‮ في‮ باريس‮ التي‮ قضى‮ فيها‮ 15‮ سنة.‬
إلتقته‮ الشروق‮ في‮ بيروت،‮ تحدث‮ معنا‮ بكل‮ صراحة،‮ وفضّل‮ عدم‮ الخوض‮ في‮ بعض‮ الأمور،‮ يرى‮ أن‮ الوقت‮ غير‮ مناسب‮ للحديث‮ فيها،‮ موجها‮ إنذار‮ للحريري‮ والسنيورة.‬
..‬‮ اتهم‮ الحريري‮ برفض‮ الالتزام‮ بالبند‮ الأول‮ من‮ اتفاق‮ الطائف‮ وطالب‮ بحكومة‮ وحدة‮ وطنية.‬
وعن‮ حزب‮ الله،‮ قال‮ لنبني‮ الدولة،‮ ثم‮ نطالب‮ حزب‮ الله‮ كي‮ يكون‮ داخل‮ هذه‮ الدولة..‬‮ وحيا‮ المقاومة،‮ وعن‮ موضوع‮ المحاسبة،‮ تساءل‮ الجنرال‮ عن‮ مجالس‮ التفتيش‮ وكيف‮ أدت‮ دورها‮ في‮ مراقبة‮ المال‮ العام..‬
‮❊ كنتم‮ سيادة‮ الجنرال‮ من‮ الداعمين‮ لحزب‮ الله..‬‮ وراهنتم‮ على انتصاره‮ بخلاف‮ الكثيرين‮ داخل‮ لبنان‮ وخارجه،‮ كيف‮ كنتم‮ تقدرون‮ الموقف؟
❊❊ صحيح، لا أحد كان يراهن على حزب الله، لكننا في "التيار الوطني الحر" دعمناه، فقد اجتمعت كتلتنا النقابية في المجلس النيابي واتخذنا الموقف، لم يكن أمامنا سوى خيارين: أن نربح الرهان مع حزب الله أو نخسر الرهان، الحرب لم تكن ضد الحزب وإنما كانت ضد الشيعة من الهرمل‮ في‮ البقاع‮ حتى‮ الجنوب،‮ وهؤلاء‮ هم‮ لبنانيون‮ قبل‮ كل‮ شيء،‮ إذا‮ خسرنا‮ فسنعيش‮ معهم‮ وإذا‮ ربحنا‮ نعيش‮ معهم،‮ نحن‮ لا‮ نعيش‮ مع‮ قوى‮ خارجية‮ أو‮ فرنسية،‮ هذا‮ هو‮ جوهر‮ الموقف.‬
‮❊ أنتم‮ لم‮ تقاتلوا..‬‮ كيف‮ يمكن‮ اعتبار‮ أنكم‮ شاركتم‮ في‮ المقاومة؟
❊❊ نحن لم نقاتل هذا صحيح، لكننا أمّنا وضبطنا الجبهة الداخلية في مناطقنا (المسيحية) وكامل لبنان، هذا أمر مهم، لأن هذا يعتبر إسنادا للمقاومة، فالحرب كانت تحمل جملة مخاطر داخلية، أي حادث كان سيعرض الجبهة الداخلية للإهتزاز الطائفي والفتن الداخلية كما كانت تريده إسرائيل، اشتغلت على تقوية الجبهة الداخلية، كذلك استقبلنا 500 ألف نازح في مناطقنا وغيرها ووفرنا لهم المدارس والمأكل وكافة المساعدات الضرورية طيلة 33 يوما، أعتقد أن المقاومة كانت تقاتل العدو الإسرائيلي وظهرها محمي بشكل جيد، وهذا أحد العوامل المهمة في هذا الصراع،‮ حزب‮ الله‮ كان‮ رائعا‮ في‮ المقاومة‮ العسكرية‮ ونجح‮ في‮ ذلك‮ على‮ كافة‮ الخطوط.‬
‮❊ تعرضتم‮ لضغوط‮ كبيرة‮ "‬فرنسية‮" خاصة،‮ كيف‮ تعاملتم‮ مع‮ هذا‮ الضغط؟
ً❊❊ لا أحد يفرض علينا الدور السياسي الذي يجب أن نقوم به، نحن نتخذ مواقف "لبنانية"، بإرادتنا واستقلاليتنا وبمسؤولية، لا أحد يفرض عليّ الضغط، هم استعملوا ضدي الإعلام الدولي والمحلي كي أغير مواقعي، ولم أغير وأنا مسؤول وأتحمل مسؤوليات موقفي.
‮❊ في‮ أي‮ خانة‮ ترجع‮ تصريحات‮ شيراك‮ الأخيرة‮ بخصوص‮ التخوّف‮ من‮ انفجار‮ الوضع؟
‮❊❊ هو‮ أحد‮ وسائل‮ الضغط‮ ليس‮ إلا،‮ نحن‮ نميّز‮ بين‮ الخطر‮ الحقيقي‮ والمصطنع،‮ ونحن‮ نقرأ‮ الرسالة‮ التي‮ يحملها‮ هذا‮ الكلام،‮ لا‮ تنس‮ أنه‮ عندما‮ يتحدث‮ شيراك‮ وكأن‮ سعد‮ الحريري‮ هو‮ الذي‮ يتحدث‮!‬
❊ أغلق باب الحرب العسكرية وبدأت في لبنان صراعات سياسية، الرئيس أمين الجميل (الكتائب) وقوى 14 آذار (الحريري جنبلاط.. الخ)، دعوا حزب الله إلى الدخول في منظومة الدولة.. ألا تعتقد أنت أن حزب الله هو فعلا دولة داخل الدولة؟
❊❊ قوى 14 آذار (مارس) ليست إطارا مؤهلا يمكنه من القول أنه هو الدولة، أصلا الدولة اللبنانية غير موجودة، هناك فقط السلطة، لو كانت الدولة حقا دولة لقبل هؤلاء بحكومة وحدة وطنية تلم جميع المكونات والأطياف السياسية، حتى لو سلمنا جدلا كما يدعي البعض أن حزب الله دولة‮ ضمن‮ الدولة،‮ هذا‮ الكلام‮ غلط،‮ حزب‮ الله‮ دولة‮ في‮ فراغ‮ "‬الدولة‮"‬..‬‮ إذن‮ لا‮ وجود‮ للدولة‮ داخل‮ الدولة.‬
أنا أقول، إن الحكم الحالي هو مؤسسة وشركة ذات أسهم، هم يتعاملون مع المؤسسات المدنية مثل ورقة الشيفون، أين هي مجالس التفتيش (المحاسبة) لمراقبة المال المهدور، الجيش الذي تركته في السابق لم يعد كما كان، أجهزته وعتاده غير متطور، المؤسسة العسكرية والأمنية لم تتطور مع تطوّر طبيعة المهمات الجديدة، القضاء ليس مستقلا ولايزال يعمل في استمرارية الوصاية السورية، كل الأجهزة اللبنانية والإدارة "مسيسة"، صارت الدولة شركة خاصة، فهي ليست خارج النزاع السياسي، بل داخله، إذن لنبن الدولة حتى يكون حزب الله موجودا في هذه الدولة، لذا لا خيار من حكومة وحدة وطنية تلم شمل القوى الحية المشكلة بطريقة انتخابية لرسم الأغلبية واحتضان الأقلية، هم حاليا يستمرون في إدارة إستمرارية الأزمة، وأوجه إنذارات أننا أمام أزمة كبيرة ستكون مكلفة للحريري والسنيورة وكل الفريق الموجود.
‮❊ دعا‮ السيد‮ حسن‮ نصر‮ الله‮ إلى‮ إقامة‮ حكومة‮ وحدة‮ وطنية،‮ لكن‮ السيد‮ سعد‮ الحريري‮ رفض‮ الفكرة،‮ لأنها‮ حكومة‮ "‬المقاومة‮" و‮"‬الإعمار‮"‬..‬‮ ما‮ تعليقك؟
❊❊ نظرة سعد الحريري للدولة لا تختلف عن نظرته للشركة الخاصة، وهو يتصرف على هذا الأساس، وهذا التصرّف هو الذي قادنا إلى هذه الحال التي نحن عليها، هم لم يتصرفوا بعد "الانتخابات" تصرف أن هناك وطنا يجب تركيزه وسلطة مركزية يجب تقويتها، نحن طرحنا هذا الموضوع على طاولة البحث والنقاش، لكنهم لم يأخذوا به، لو أخذوا بذلك لم تكن هذه الحرب لتقع! في كل حكومات العالم إذا وقع حادث بسيط مع رجل شرطة مثلا تتغير الحكومات، والذي حدث عندنا حرب شاملة، آلاف القتلى، دمار شامل، وهذه الحكومة تحس وكأنها قامت بواجبها.. هذه في تقديري أكبر حكومة مقصرة في واجباتها، بعد اليوم الثالث للحرب بدأ آلاف النازحين يتدفقون، نحن كتيار وطني تحولنا إلى حزب إغاثة، قدمنا الإعانات المطلوبة، لم تكن هناك دولة، لم يحضر أي رسمي، أيضا أعتقد أن خياراته (الحريري) كانت سيئة حتى مع المقاومة.. كل هذا التقصير ويقولون لا داعي لتغيير الحكومة؟! لا يمكن الحديث مع هؤلاء الناس المرعوبين بسبب التقصير والسلوك "السيء" الذي سلكوه خلال الحرب، وإرباكهم يتجلى في موقفهم العدائي المتخذ ضد أولئك الذين اتخذوا موقفا انتصروا فيه في نهاية المطاف، ليس من النضج السياسي والحكمة أن يتفوّه سعد الحريري بهكذا كلام مع جميع أفراد التيار الذي يقول "هل سنحترم مع السيد حسن نصر الله إتفاق الطائف"؟ أجابهم نصر الله إن أولى بنود اتفاق الطائف أن تسهر حكومة وحدة وطنية على تطبيقه، لكن السيد سعد الحريري يرفض هو الالتزام بالبند الأول من اتفاق الطائف، من هنا ألحظ‮ هذا‮ الإرباك‮ والتناقض‮ الموجود‮ عنده.‬
‮❊ إذن،‮ سيشهد‮ لبنان‮ مراوحة‮ سياسية‮ في‮ المكان؟
❊❊ لا، لن يستمر الوضع على هذا الحال، أنا أقول لك أن هذه حالة لاوعي سياسي عند سعد الحريري ستجره إلى مشكلة إذا لم يدرك أنه من واجبه المبادرة بتغيير الحكومة، إذا لم يبادر فسيكون له مشكل سياسي أكبر عليه أن يتحمل مسؤولياته.
‮❊ قلت‮ آنفا،‮ أن‮ الحريري‮ يتصرّف‮ كأنه‮ في‮ شركة‮ خاصة‮ وليس‮ في‮ دولة،‮ لو‮ كان‮ العكس‮ لما‮ وصل‮ لبنان‮ إلى حالة‮ حرب‮ مع‮ إسرائيل،‮ هل‮ كان‮ ممكنا‮ تفادي‮ العدوان؟
❊❊ بكل تأكيد، لو تبنوا ورقة التفاهم بيننا وبين حزب الله لما وصلنا إلى هذه الحرب، لقد كنا بصدد النقاش مع حزب الله حول كيفية انتقال السلاح من يد الحزب إلى يد الدولة، أي عن كيفية تحوله في منظور استراتيجية دفاعية، هذا الحوار المهم لم يتم تنميته ودعمه من طرف هاته الجماعة التي يمثلها الحريري، لم يحاولوا طمأنة حزب الله وكسب ثقته لضمان النقلة من مرحلة إلى أخرى، بالعكس هاجموه بطريقة عدائية، نحن تعاطينا مع الموضوع بطريقة سياسية، أما هم فتعاطوا مع الموضوع بعدائية فوتت كسب الثقة.
‮❊ بصراحة‮ هل‮ هناك‮ تواطؤ‮ ما‮ بين‮ حكم‮ الأكثرية‮ والقرارات‮ الدولية‮ التي‮ تخص‮ لبنان؟
❊❊ لدي معلومات كثيرة لا أستطيع أن اكشفها على حسابي الخاص، أنا أترك المجال لأصحاب العلاقة الذين كانوا يتفاوضون، الحكومة كانت تلعب دور الوسيط في هذه المفاوضات.. اليوم مثلا قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية "ليفني" لقد دفعت اسرائيل ثمن ضعف السنيورة.
‮❊ التوضيح‮ رجاء؟
❊❊ هناك حديث عن بعض الوزراء من طرف الإعلام... فليرد هؤلاء.. شخصيا سأتحدث في الوقت المناسب عندما يأتي الصباح تسكت شهرزاد عن القول المباح! لكن معروف أن السنيورة وحكومته مدعومة في أماكن عدة في أمريكا والولايات المتحدة واسرائيل، هذا متحدث فيه علانية، لكن أكثر مما‮ هو‮ معروف،‮ أتركه‮ لوقت‮ آخر‮.‬
‮❊ هل‮ هذه‮ المعلومات‮ التي‮ وصلتك‮ هي‮ سبب‮ طلب‮ تغيير‮ الحكومة؟
‮❊❊ في‮ قسم‮ منها‮ نعم،‮ لكن‮ هناك‮ أوضاعا‮ اقتصادية‮ واجتماعية‮ وأمنية،‮ الوضع‮ مشلول‮ بسبب‮ أيضا‮ الانسداد‮ الحاصل‮ بين‮ وزراء حزب‮ الله‮ والأكثرية‮ النيابية،‮ مهمتي‮ دائما‮ هي‮ الاصلاح‮ بين‮ الجميع‮.‬
‮❊ هناك‮ تخوف‮ لدى قوى مسيحية‮ وغيرها‮ من‮ فكرة‮ دولة‮ أصولية‮ شيعية،‮ باعتباركم‮ تملكون‮ شعبية‮ مسيحية‮ وحتى لبنانية،‮ كيف‮ تنظر‮ للموضوع؟
❊❊ حزب الله حزب متدين، لكنه غير متعصب، انه حزب لا يفرض خياراته عنوة وبالقوة عكس التيارات السلفية السنية والجهادية التكفيرية، لم يحدث أبدا وأن تعصب حزب الله، أنا أعرف قيادييه قبل وبعد نشأته سنة 1982 بحكم أني كنت عقيدا في الجيش أنذاك، هناك تعايش بين "التشادور" و "الميني جيب"، وحزب الله ليست لديه أفكار لإنشاء دولة أصولية، أو حتى شيعية، كما للكاثوليك منطقة روحية هي الفاتيكان، شيعة لبنان لهم مناطق روحية في قم بإيران والنجف بالعراق، أنا أعرف جيدا سماحة الشيح حسن نصر الله إنه علامة مثقف ثقافته ليست إسلامية، بل مسيحية في جزئها الآخر بحكم التفتح والاختلاط مع الطوائف، إن الثقافة السائدة "نولد متساوين ونعيش مختلفين ونموت متساوين"، إذن هناك حرص على المجتمع المدني والفرادة الشخصية (الفرد)، لأن المطلوب ادارة الاختلاف وليس ادارة المساواة، وحزب الله لديه هذه القناعة، وأنا أعرف‮ الضاحية،‮ لأني‮ كنت‮ أسكن‮ فيها‮ وتحديدا‮ في‮ حارة‮ حريك‮.‬
‮❊ لماذا‮ اذن‮ التشكيك‮ والتخويف‮ من‮ حزب‮ الله؟
‮❊❊ المشككون‮ والمخوفون‮ يمارسون‮ مجرد‮ التخويف،‮ لأنهم‮ خائفون‮ على مواقعهم‮ السياسية،‮ موقفهم‮ مبني‮ على الخوف‮ لحشد‮ أنصارهم‮.‬
‮❊ وماذا‮ عن‮ سلاح‮ المقاومة؟
❊❊ هذا شأن داخلي، وراء نزع السلاح تختبئ مسألتان، الأولى تتعلق بمسألة التوطين والأخرى بالمياه، في لبنان مياه جوفية كبيرة، احتياط جبل الشيخ هو أكبر احتياط في الشرق الأوسط، في لبنان عندنا مياه.. وعندنا جيران يحبون المياه! أذكرك أن حزب الله والتيار الوطني الحر‮ هما‮ الوحيدان‮ اللذان‮ لم‮ يستعملا‮ سلاحهما‮ داخليا‮ بل‮ خارجيا،‮ كلانا‮ "‬أكلتا‮ الضرب‮" من‮ القوى الدولية‮!‬
‮❊ أنت‮ هددت‮ بتصعيد‮ الموقف‮ لفرض‮ خيار‮ تغيير‮ الحكومة‮ وارساء‮ حكومة‮ وحدة‮ وطنية‮.. أي‮ تجانس‮ بين‮ التصعيد‮ والوحدة‮ الوطنية؟
❊❊ التصعيد لا يعني البدء فيه غدا، قبل ذلك لا بد من انتظار تطبيق بند مجيء القوات الدولية، واستقرار الوضع السياسي، من عادتي ارسال اشارات على مدى الشهر والشهرين حتى يفكر الآخرون ويقيموا رسائلي، إذن ليست هذه حرب ضد أعداء، بل موضوع معارضة وموالاة في اطار نظام قائم‮.. بخلاف‮ ذلك‮ سعد‮ الحريري‮ لا‮ يتصرف‮ مع‮ المواضيع‮ المطروحة‮ بهذا‮ الشكل،‮ هو‮ ليس‮ ناضج‮ سياسيا‮ وللأسف،‮ هو‮ يتعاطى مع‮ أكبر‮ حرب‮ دولية‮ تعرض‮ لها‮ لبنان‮ مثل‮ الحادث‮ البسيط‮.‬
‮❊ خلال‮ الزيارة‮ الأخيرة‮ التي‮ قام‮ بها‮ كوفي‮ أنان‮ للبنان‮ لم‮ يلتق‮ برئيس‮ الجمهورية‮ اللبنانية‮ ايميل‮ لحود‮.. كيف‮ يمكن‮ لمهمة‮ إحلال‮ السلم‮ أن‮ تنجح‮ بتجاهل‮ رئيس‮ البلد‮!‬
❊❊ تصرف كوفي أنان تصرف سيء، لا يحق للأمم المتحدة أن تحدد شرعية من يمثل رئاسة البلد، وكما أعتقد أن هذا راجع لتصرف الحكومة السيء، فرئيس الجمهورية هو رئيس البلد، لكن التيار الحاكم يتصرف حاليا بعقلية الحزب، فهو على ما يتضح يدير شؤون الحزب لا شؤون البلد، هذا خطأ كبير ارتكبه تيار المستقبل في المقاطعة والمحاولات المستمرة في مقاطعة رئيس الجمهورية، هناك مسألة تخصير الزيارة تتعلق برفع الحصار، اعتقد أن هذه الحكومة لا ترغب في رفع الحصار وإلا كان موقفها أشد.. هل تحولت الحكومة إلى جهاز ضاغط يفرض على الشعب اللبناني ما يريده‮ سعد‮ الحريري،‮ أنا‮ دائم‮ التساؤل‮ حول‮ مدى توطؤ‮ الحكومة‮ مع‮ كوفي‮ أنان‮ في‮ القرار‮ 1701؟
‮❊ هناك‮ من‮ يتوقع‮ وقوع‮ مفاجآت‮ لبنانية‮.. ألا‮ يخشى على لبنان‮ من‮ فتن‮ طائفية‮ وداخلية؟
❊❊ مسيحيا، لا أعتقد، لأنني أملك "الكونترول"، أنا أسعى دائما لتخفيف حدة الاحتقان بين السنة والشيعة، حدثت صدامات طفيفة في السابق وكادت تحدث مشاكل كبيرة، لقد كان هناك نزوح كبير خلال الحرب، واستطعنا امتصاص الوضع، نحن نلعب دائما دور تفادي الاحتقان، اعتقد أن عدم‮ حدوث‮ الفتن‮ مرهون‮ بإرادة‮ السياسيين،‮ لكن‮ تراكم‮ الأحقاد‮ والعناد‮ الذي‮ نراه‮ من‮ بعض‮ الذين‮ يرفضون‮ اعادة‮ توزيع‮ الحكم‮ من‮ شأنه‮ أن‮ يكرس‮ الأخطاء‮!‬
‮❊ سؤال‮ طريف‮.. حضرة‮ الجنرال،‮ كنت‮ تسكن‮ منزلا‮ في‮ حارة‮ حريك‮ قرب‮ محطة‮ المنار،‮ قصف‮ هذا‮ البيت،‮ هل‮ تلقيت‮ تعويضات‮ (‬12000‮ دولار‮) من‮ السيد‮ حسن؟
‮❊❊ (‬انفجر‮ من‮ الضحك‮).. لا،‮ أنا‮ أريد‮ تعويضا‮ عن‮ الحرب‮ السابقة‮!‬ وشكرا‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.