رسالة من أحد شهداء الثورة في ليبيا...

لسنابل ذلي السادرة..
وينتفض في لب الغدير...
ليبيا حلمي الجميل...
يشهد المكبوت من كلمي..
لأحطم به قيود الخنوع...
لن أتحصن بعد اليوم بسكوتي..
وتهوي سياط الظلم تدوي..
فوق جراحي الغائرة...
يخفق شبح منجل عتيق..
يخّلع سياج الصمت العميق..
ننهض جميعا" للثورة..
لاعصار يوغل بعيدا" في الاعماق..
عفوك ليبيا تأخرنا...
اعتصرنا الخوف يوما"..
وأيادي تخنقنا مجرمة جائرة...
فأناضل في في جوف اللهب..
ولظى الحرائق تحرق جسدي..
ووعيد البنادق يضج بالأمد...
وجثث متناثرة تحضنك بغضب..
فأمضي لأشدو الحرية الثائرة...
عفوك ليبيا تأخرت..
عفوك بنغازي..وطرابلس...
عصبوا عيناي..أحرقوا شفتاي..
حتى لا أرى وأتكلم...
عن سحائب تسري في أديم الغضب..
ها أنا أتيت لأذوذ عنك بلادي..
ومآقي أمي تحرسك ساهرة..
علمتني حبك منذ صغري...
بأن الروح هي الوطن..
في سمائها ينبثق النور..
يبدد جوف الظلمة الغاشية..
فقمت ألملم أطياف الصباح..
ليسطع حرا" مع شمسك الدافئة..
وطائراتهم تقصف مدنك..
فتهتز الغيوم تبكي العروبة...
ليبيا...حريتي تمكث هناك..
في البوادي يعبرها عمر المختار..
في درب وعير يحف بالشوك...
يعتصر ليالينا الحزينة العابرة..
فيدفق السلام...ويدفق الأمل..
وأركع لمحراب الحرية.. وأبكي..
أعلن شهادتي الأبية...
لتحيا بلادي..وينهلّ الضوء في وجه أمي...