بعدما لم تجد دور النشر من عناوين يغدقون بها أجنحة معرض الكتاب الدولي في طبعته العشرين، وبعد التشرذم الذي ولد كل أنواع العنف الفكري الممارس على عقول قراءنا خاصة منهم الأطفال وتدني نسبة المقروئية جراء الارتفاع الفاحش لأسعار الكتب، فضلا عن إقصاء العديد من الإصدارات الجديدة بحجة أنها تدعو الى التطرف وإثارة الفتنة كما أن الكثير من المؤلفات تعيش أزمة من نوع أخر فرضتها السياسة العرجاء لبعض المواني وقيودها الجمركية جعلت من الكتاب الذي قيل عنه خير جليس للأنام كتاب، يكدس في حاويات لأشهر معدودات لتقرضه الجرذان وتستبيحه الفئران وتدخل صاحبه متاهة البحث عن مخرج للطوارئ عله يفك الحصار عن حروفه المبعثرة . ''كيف تعلم ابنك الحمار دون تكرار" و"كيف تحلب نملة" هي عناوين لمؤلفات يراها القائمون على الصرح الثقافي إبداعا من الدرجة الأولى خاصة إن سمح لها أن تحط رحالها بالمعرض الكتاب الدولي لهذا العام، كتب تعلم شبابنا كيف يحلب حشرة لتدر عليه المال الوفير وأخرى تنعت أطفالنا بالحيوانات وتحط من تفكيرهم و تزلزل كيانهم وعالمهم البريء. الكثير يتسأل كيف لوزارة الثقافة التي تنادي بإزالة الحواجز أمام المثقف والرفع من المستوي الثقافي و المحافظة على الهوية الجزائرية و التراث الحضاري السماح بوجود هكذا عناوين تغتال الفكر و الإبداع وتزهق روح المبادرة من أجل إنجاح تظاهرة دولية رفيعة المستوى، كيف يتم اختيار المشاركين من دور النشر التي ألهبت عقول القراء بهكذا تفاهات يندى لها الجبين و تخر لها العزائم وتحبس الأنفاس من هول ما تحمله من عبارات وجهت لتلاميذ المدارس لترسخ في عقولهم ثقافة الإستحمار و الإستغباء وتنشيء جيلا هشا. فمتى تحترم دور النشر عقل القاريء الجزائري و متى تنتهي مهازل معارض الكتاب الدولي؟؟؟