قد يوجد في الطائفة العلوية ثلاثون أو أربعون أو حتى مائة أو أكثر من معارضي النظام الدموي في سوريا.. وقد ينتهي بعضهم منفيين أو أشلاء بين قدمي القتلة الساديين.. فهل يعني هذا أن الطائفة العلوية بريئة من جريمة العصر؟ وأنهم كغيرهم من السوريين ضحية لآلة النظام المتوحشة؟ العلويون المعارضون الذين اجتمعوا في القاهرة قبل أيام.. حاولوا أن يقولوا مثل هذا الكلام.. وأشاروا في بيانهم إلى أن "النظام السوري لا هوية له أبدا إلا هوية الاستبداد والنهب والتدمير وأما الدمج بين النظام الحالي والطائفة العلوية فهو خطأ سياسي وأخلاقي قاتل".. كما اعترفوا أن "الشجاعة التاريخية تقتضي منهم القول لأهلهم وأقربائهم أن مستقبلهم وأمنهم يقوم بالوقوف مع الشعب السوري في ثورته". فأين الحقيقة من كل هذا؟ منذ عام 1970.. عندما رتب العلوي النصيري حافظ الأسد انقلابه المشؤوم.. تسلطت الطائفة العلوية على مفاصل الدولة السورية.. لتنتهي مهيمنة على كل شيء.. وإن احتفظت ببعض الرتوش السنية. في المحنة السورية الحالية.. يستند النظام إلى جيش تتشكل قوته الضاربة من العلويين.. أعني قوات النخبة والقيادات العسكرية والأمنية النافذة…. وحتى ضباط سجني (تدمر وصيدنايا) سيئي السمعة يعينون باستمرار من العلويين.. إنها مسألة ثقة. تدعم هذه الآلة الجهنمية قوى شعبية علوية.. فالقتلة الذين يغيرون على القرى والبلدات والأحياء السنية.. ليذبحوا الأطفال والنساء.. ويحرقوا وينهبوا.. يأتون دائما من المناطق العلوية.. ولم يقع يوما أن سقط برميل متفجرات على قرية علوية. حزب الله اللبناني وإيران وحكومة المالكي وعلويو تركيا.. يدعمون الزمرة الحاكمة في دمشق.. من منطلق طائفي محض.. فالشيعي والعلوي يقفان في المربع ذاته.. في مواجهة السني. فهل يستطيع أحد تبييض الصفحة السوداء.. لطائفة باعت نفسها للشيطان أزيد من أربعين عاما؟ عيسى جرادي\