تشكل مسألة ''الألقاب الفنية'' النقطة التي يتنافس عليها المشتغلون في عالم الفن وأحيانا عليها يتصارعون.. ففي الوقت الذي حسمت فيه المعركة بالنسبة للفنانين المشارقة بعدما تم الاتفاق على اقتسام التسميات من ''سلطان للطرب'' و''أميرة الطرب'' و''الجنتل'' و''دلوعة الأغنية العربية'' و''معبودة الجماهير'' وغيرها من الألقاب، لا يزال الأمر غير محسوم إلى حد الآن في الجزائر. وكانت الحكاية قد بدأت سنوات التسعينات بعد القطيعة التاريخية التي حدثت بين قطبي أغنية ''الراي'' خالد حاج إبراهيم ''الشاب خالد'' ومحمد خليفاتي ''مامي''، ففي حين انتزع الأول لقب ''الكينغ'' أو ''ملك الراي''، لم يقتنع ''الشاب مامي'' الذي لايزال قابعا بسجن ''لاسانتييه'' بفرنسا، بلقب ''أمير الراي'' الذي اعتبره أقل شأنا من اللقب الذي حازه ''خالد'' أو كون هذا التصنيف يضعه في الدرجة الثانية بعد ''الكينغ''.. وحدثت القطيعة بين الرجلين في حين لايزال كلاهما محتفظا بلقبه الفني رغم مرور السنوات. أما الفنان القدير ''الحاج العنقى'' فلا أحد تمكن من إزاحته من عرش الأغنية الشعبية، فرغم مرور سنوات على وفاته يبقى هو ''العميد'' دونما منازع. وبعيد عن ''الشعبي''، يقف ''الشاب أنور'' محتفظا بلقب ''جوهرة تلمسان'' دونما ظهور منافس، ونفس الأمر ينسحب على الفنانة سعاد بوعلي التي تحتفظ هي الأخرى بلقب ''البلبل''. من ناحية أخرى، تشكل مسألة الألقاب لدى فناني الشرق قضية ''وجود'' و''نفوذ'' وحياة أو موت، بينما في الجزائر، يصر البعض على أنه غير مكترث بها أمام الأضواء، ويحارب من أجلها خلف الستار. ونذكر هنا حكاية الفنان القدير محمد عجايمي الذي وقع سنوات التسعينات ضحية برنامج ''الكاميرا الخفية''، فبمجرد أن قال له المنشط ''أنت تلقب بوحش الشاشة''، اعترض الرجل على الأمر وبدأت تظهر عليه علامات الغضب التي سرعان ما أخذت تتحول إلى ''لطمة على وجه المذيع'' عندما قال المنشط ''أنت تمارس الإرهاب الثقافي بأدوارك التي لاتخلو من الترهيب والغضب والعصبية، لكن الأمور عادت إلى نصابها بعدما اكتشف عجايمي أنه وقع في مصيدة ''الكاميرا الخفية''. وفي الجانب الآخر، يجمع العديد من المتابعين، على أن الممثلة القديرة بهية راشدي تستحق بجدارة لقب ''الأم الطيبة'' من خلال ظهورها طوال مشوارها الفني في صورة ''الأم المضحية''. من ناحية أخرى، بقي لقب ''نجم الكوميديا'' معلقا في ظل الصراع الحاصل بين ألمع رموزها، ويتعلق الأمر بكل من الفنان عثمان عريوات وصالح أوفروت وباية بوزار الشهيرة ب''بيونة''، إضافة إلى لخضر بوخرص وحكيم دكار، فكل هؤلاء يرون أنهم الأحق بلقب ''النجم'' في ظل عدم بروز ألقاب كوميدية كافية لتقسيمها بتراضي جميع الأطراف.