لم تتوصّل المفاوضات الأمريكية مع الفصائل السنيّة المسلّحة في العراق، إلى خواتم إيجابيّة، وفق ما يكشفه مصدر وزاري عراقي بارز، مؤكّداً "توقّف المفاوضات الثنائية بشكل كامل، بسبب فشل التوصّل إلى اتّفاق، حول بعض المطالب التي تصرّ الفصائل على تنفيذها، مقابل التزامها بالمساعدة على استعادة السيطرة على مناطق عراقية، يستولي عليها تنظيم "داعش". ويعود تعثّر المفاوضات، التي استمرت طيلة الأسبوعين الماضيين في العاصمة الأردنيّة عمّان، وفق ما يوضحه المصدر الوزاري ذاته، إلى "إصرار الفصائل على التعامل مع المليشيات الشيعية، المموّلة إيرانياً كجماعات إرهابية، إسوة بتنظيمي "داعش" و"النصرة" في سورية والعراق"، فضلاً عن مطالبتها ب"توسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل تلك المليشيات وأبرزها كتائب حزب الله العراقي، وبدر وعصائب الحق، وجيش المهدي". ويضيف المصدر ذاته "شهدت المفاوضات خلافات حادة حول مسألة تسليم أسلحة الفصائل، التي اعتبرته خطاً أحمر لا يمكن مناقشته، قبل معاينة تغيير على الأرض، بما يتعلق بالمليشيات الشيعيّة". ولم تنجح المخابرات الأردنيّة، الراعية للمفاوضات الثنائيّة، في إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار، وفق المصدر الوزاري، فيما أصرّ الجانب الأميركي على حاجته إلى التشاور، ومنَحَ الطرف الثاني مزيداً من الوقت، بموازاة تأكيده عدم قطع قنوات الاتصال في حال تحقيق أي تقدّم. ويرى المفاوض الأميركي في مطلب الفصائل بالتعامل مع المليشيات ك"منظمات إرهابية"، "مطلباً سابقاً لأوانه"، على حدّ تعبير المصدر الوزاري العراقي، الذي يشير إلى أنّ الأميركيين يعتبرون أن "خطر تلك المليشيات محلي، وليس عالمي كما هو حال تنظيمي القاعدة وداعش". ويرى الأمريكيون أنّ من شأن أي خطوة مماثلة أن تؤدّي إلى "حرف مسار وأهداف التحالف الدولي، وأن تخلق مشاكل سياسية عدّة، فضلاً عن مشاكل أمنية"، لكنّهم في الوقت ذاته، يضيف المصدر العراقي "قدّموا ضمانات أكيدة للفصائل، مفادها أنّ عمل المليشيات سيُجمّد، وهي لن تشكّل تهديداً على المناطق السنّية، وهو ما لم توافق عليه الفصائل". من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن وكالات المخابرات الأمريكية استخفت بنشاط تنظيم داعش داخل سوريا التي أصبحت "قبلة المتطرفين" في جميع أنحاء العالم. وقال أوباما خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" إنه على العكس فقد بالغت الولاياتالمتحدة في تقدير قوة الجيش العراقي في التصدي للجماعات الارهابية. أما الأهم فإقراره بأن المخابرات الأمريكية استهانت بما يحدث في سوريا، مستشهداً بتصريحات أدلى بها في وقت سابق مدير المخابرات القومية جيمس كلابر. وذكر أن المتطرفين اختبأوا عندما سحقت قوات مشاة البحرية الأمريكية تنظيم القاعدة في العراق بمساعدة من العشائر العراقية، وقال "لكن على مدى العامين الماضيين وفي خضم فوضى الحرب الأهلية السورية حيث لديك مناطق واسعة من الأراضي لا تخضع لحكم أحد، استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم واستغلال تلك الفوضى". وتابع: "من ثم أصبحت تلك الأراضي قبلة للمتطرفين حول العالم".