وجهت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس استدعاء إلى الصحفي التونسي نصر الدين بن حديد للمثول أمام مساعد وكيل الجمهورية هذا الأسبوع. وتعود أسباب الاستدعاء لبن حديد إلى تصريحه الذي أدلى به يوم الأحد في برنامج على إحدى القنوات التونسية الخاصة، والتي قال فيها إنه يتشرف بصداقته لزعيم تيار الشريعة المحظور سيف الله بن حسين المكنى ب"أبو عياض". وقال بن حديد وهو من أصول جزائرية، إن أبو عياض صديقه على المستوى الشخصي ''وتشرفني صداقة أبو عياض.. أقولها على الملأ ويسمع من يسمع من الأمنيين والسياسيين ورجال المخابرات داخل تونس وخارجها ''، وذلك في برنامج لمن يجرؤ فقط على قناة "الحوار التونسي" ليلة الأحد الماضي. وأضاف بن حديد في كلامه الموجه للمنشط سمير الوافي "أن الاتهامات الموجهة لأبو عياض لم يحسم فيها القضاء بعد وعلى القضاء أن يتهمه وليس أنت". وتابع نصر الدين قائلا "أولا من يدعون مقاومة الإرهاب هم جزء من صناعة الإرهاب، ثانيا أقولها وأتحمل مسؤولياتي تونس البلد الوحيد في العالم حيث الإرهاب يسير بموازاة السياسة وليس نقيض للسياسة.. فالإرهاب هو نقيض الدولة". ومثل التصريح المفاجئ مثل للرأي العام التونسي خاصة وأن زعيم تنظيم أنصار الشريعة "أبو عياض" مصنف إرهابيا ضمن قائمة سوداء محلية ودولية ومطلوب من قبل القضاء الدولي. وقررت الشبكة المدنية لدعم مقاومة الإرهاب في تونس رفع دعوى قضائية الثلاثاء ضد الإعلامي المعروف نصر الدين بن حديد من أجل "تمجيد الإرهاب". وللإشارة فإن نصر الدين بن حديد كان أول من أجرى حديثا مع أبو عياض. من ناحية أخرى، ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التونسية، واجهت بعض القنوات التلفزيونية والإذاعات -التي تبث دون ترخيص- تهديدا بالإغلاق من قبل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري. وقد سارعت بعض القنوات بالاستجابة لطلبات الهيئة، بينما رفضت أخرى الشروط وهددت بالتصعيد. ورغم استجابة القنوات فإن بعض أصحاب المؤسسات قرروا التصعيد، ورفضوا قطع إرسالهم مع انتهاء موعد المهلة التي حددتها هيئة الاتصال المعروفة اختصارا باسم "الهايكا". وهدد أصحاب هذه المؤسسات التي من بينها تلفزيون "الجنوبية" و"تونسنا" و"الزيتونة" باللجوء إلى البث من الخارج، متهمين هيئة الاتصال بالتضييق على حرية الإعلام وقطع أرزاق الصحفيين.
