مطاعم وفضاءات "الحمدانية" تنتعش بعشاق الشواء تختلف وجهات العائلات الجزائرية خلال العطلة الصيفية، فبين زرقة المياه واخضرار الطبيعة تستمع بوقتها، ففي الوقت الذي تهرب فيه العائلات إلى شاطئ البحر مع الحرارة قصد الاستجمام والتمتع بأشعة الشمس، اختارت أخرى الغابات والأشجار كوجهة لها لأنها وجدت راحتها هناك، فيفضلون الفترة المسائية حيث تكون درجة الحرارة قد انخفضت نوعا ما وحتى تبتعد عن ضوضاء المدينة وصخبها وضجيج الشواطئ التي تكون مكتظة بالعائلات والتي جاءت من كل ناحية. وبلدية الشفة التابعة لدائرة موزاية بولاية البليدة تعتبر من أكثر المناطق التي يكثر التوافد لتميزها بينابيعها المائية الساحرة التي جعلتها الوجهة المفضلة للعديد من العائلات. حزمتنا أمتعتنا وتوجهنا إلى بلدية الشفة بأعالي ولاية البليدة التي أصبحت متنفس العديد من العائلات التي أرادت الابتعاد عن ضجيج الشواطئ. ونحن في الطريق لفت انتباهنا العديد العائلات ما بين الأشجار والتي أقامت جلسات شواء ممتعة، وجلبت كل لوازمها من المنزل من مائدة شواء "باربكيو" ولحوم وغيرها، ناهيك عن المنظر الجميل للأطفال الذين كانوا يركضون هنا وهنا فمنهم من يلعب بالكرة ويجري وراءها ومنه من أحضر دراجته، وأصبحت المنطقة حديث العديد من العائلات. وأول ما شد انتباهنا عندما وصلنا هو الإقبال الكبير على المنطقة من قبل عائلات جاءت من جميع أرجاء الوطن والتي تبقى إلى غاية ساعات متأخرة من الليل للتمتع بسحر وجمال الطبيعة، حيث يجد العديد من السياح المحليين وحتى الأجانب في هذه القلعة السياحية متنفسا لهم، لأنها بصراحة تعتبر راحة وشفاء لكل زائر بحاجة للاسترخاء وسط الجمال الطبيعي الذي تتمتع به المنطقة خاصة بعد توفير البلدية مرافق الترفيه وأماكن للعب الأطفال وحظائر السيارات. تجولنا في المكان حيث كانت العائلات منتشرة على حافة الوديان كالفطريات، بعدما أصبحت مقصدهم الوحيد الذي يجدون فيه الراحة والهدوء وسط جو عائلي يطبعه الفرح والمرح يقضون فيه يوما قبل، أن يشدوا الرحال الى بلدية الحمدانية التي تعرف هي الأخرى زحمة مرور بسبب محلات الشواء المنتشرة بالمنطقة. اقتربنا من إحدى العائلات التي كان لنا حديث معها، فأكدت إحداهن أنهم قدموا من منطقة بوسماعيل هروبا من صخب المدينة وضجيج الشواطئ بحثا عن الراحة والسكينة التي توفرها الغابات معتبرين منطقة الشفة مكانا للترويح عن النفس والابتعاد عن الضغوط اليومية وكسر الروتين، والتي تقوم في زيارتها على مدار السنة خلال عطلة نهاية الأسبوع. والأجواء نفسها عاشتها إحدى العائلات التي كانت متواجدة بالمنطقة التي فضلت قضاء عطل الأسبوع بين أحضان الطبيعة الخلابة. وفي هذا الصدد قالت راضية التي جاءت من العاصمة رفقة زوجها وطفليها إنها تعودت على المجيء إلى الشفة من اجل الاستمتاع بالهواء النقي والراحة بعيدا عن أعمال المنزل الشاقة والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تعرفها المنطقة وترك زوجها هو من يقوم بتحضير الأكل من مشوي وسلاطة وغيرها، وبالخصوص من اجل طفليها حتى يتمكنا من اللعب وإفراغ طاقتهما ومتابعتهما عن قرب مقارنة بالشواطئ التي تعرف توافد الكثير عليها الأمر الذي يصعب عليه في مراقبتهم، مضيفة أنها استمتعت كثيرا بهذه الجولة رفقة عائلتها مردفة في الأخير أنها ستقوم بزيارة منطقة الحمدانية من أجل العشاء رفقة افراد عائلتها.