"البلاد" تكشف تقارير استغاثة لحماية الموروث الطبيعي كشفت تقارير داخلية لمؤسسة حديقة التجارب العلمية بالحامة، عن وجود خروقات آلت لتبديد وهدر الأموال العمومية بدءا من الاستيلاء على عائدات تذاكر دخول زوار الحديقة إلى انعدام الأمن وتعطل كاميرات وآليات المراقبة، ما أدى لوقوع عدة اعتداء على المرتادين، فضلا عن الاعتداء على الممتلكات بحديقة تعد تحفة عالمية ومقصدا لزوار من ربوع الوطن وخارجه. وأوردت التقارير التي تحوز "البلاد" عن نسخة منها، وجود تلاعبات داخل حديقة الحامة، إحدى الثلاث حدائق التاريخية بالعالم وهي تعد متحفا فعليا للطبيعة بقلب العاصمة الجزائرية، إذ تضم 2500 نوع من النباتات وأشجار عمرها مئات السنين، وأكثر من 25 نوعا من أشجار النخيل، فضلا عن حديقة على الطراز الفرنسي الكلاسيكي ومبهرات أخرى، غير أنها وبدلا من اكتناز مكتسباتها، باتت تشهد تجاوزات تتعلق أبرزها بنهب المال العام والاعتداء على الممتلكات من خلال استحواذ الأعوان المكلفين بمراقبة منافذ الدخول للحديقة على تذاكر الزوار دون تمزيقها لإعادة بيعها من جديد، فضلا عن تضخيم قيمتها بالنسبة للأفواج السياحية، وتشير إلى أن وكيل الإيرادات والنفقات بحديقة التجارب بالحامة ضبط بتاريخ 10 مارس 2015 متلبسا باختلاس عائدات تذاكر الزوار، طالب مدير مدرسة ابتدائية قاد تلاميذه للنزهة بالحديقة مبلغ 2800 دج نظير منحه 30 تذكرة وهو ما يتنافى تماما مع السعر الحقيقي المتداول مع الأفواج السياحية التي تقصد الحديقة والمحدد قانونا ب 900 دج. فضلا عن ذلك، ورد في التقارير، تجاوز آخر شهدته هذه الحديقة العالمية منتصف ديسمبر من السنة نفسها، من خلال عملية تفتيش قام بها مندوب الأمن بالحديقة بمعية عناصر الشرطة طالت أعوان أمن الموفدين عبر بوابات الحديقة للناحية الشمالية والجنوبية، حيث ضبط لدى أحد الأعوان عدد معتبر من التذاكر منفصلة لم يصادق عليها ولم يمزقها بعد استرجاعها من الزوار وكان يهدف من وراء ذلك إعادة بيعها من جديد، وهي واقعة ليست الأولى من نوعها، بل سبق الكشف عن أخرى مماثلة يوم 25 سبتمبر من السنة نفسها. كما تضمنت التقارير تجاوزات أخرى استهدفت سرقة مقصين لتقليم الأشجار من نوافذ البيوت الدافئة الزجاجية المخصصة للبيع الموجودة على مستوى ممر "دراسينا"، إلى جانب تحويل 27 مزهرية بنباتها من مكانها الأصلي وإخفائها بالمربع النباتي لذات الممر. وذلك في ظل ما تشير إليه التقارير لانعدام الرقابة، حيث ورد وجود طلبات لإعادة ترتيب عديد الأمور لكن دون جدوى، تضيف المصادر، مثلما توضح التقارير على غرار طلب تصليح كاميرات المراقبة المحرر بتاريخ 25/ 11/ 2015، وكذا بالنسبة لجهاز الراديو الرئيسي التابع لمحطة الإرسال الذي بات لا يصلح للاستغلال، فضلا عن مشكل نقص الإنارة التي باتت مشكلا يؤرق أعوان الحراسة للفترات الليلية. في سياق ذي صلة، تشير التقارير لوجود تعطل في إحدى آلات المصادقة على تذاكر الدخول وإهمال بقاعة المراقبة البصرية، يضاف إلى ذلك تعطل بكاميراتها وهي على التوالي رقم 2 و4 و11 و15، وهو ما سبق للمكلف بمصلحة الأمن الداخلي وأن رفع تقريرا بخصوصها بتاريخ 9/ 2/ 2016 ، شأنها شأن الكاميرات رقم 1 و5 و14 الآيلة للتوقف في أي لحظة نظرا لما يشوبها من خلل. ولم تكتف التقارير بذلك، فحسب، بل أشارت أيضا لمعضلة انعدام الأمن بفعل عدم توفير حماية من عناصر الشرطة بداخل الحديقة، ما بات يحدث مناوشات يومية بين أعوان الحراسة والمتسلقين من الجدران للولوج إلى الحديقة بطريقة غير شرعية، وتعريض الزوار للخطر على غرار واقعة السرقة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض التي استهدفت مؤخرا زوار الحديقة لسلبهم أغراضهم من قبل 3 منحرفين، الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر لأجل إعادة النظر في الجوانب السالف ذكرها التي باتت تشوه صورة حديقة الحامة التحفة العالمية مقصد زوار من ربوع الوطن وخارجه على حد سواء، لاسيما في ظل تردد حديث عن تجاوزات أعظم لم تتأكد "البلاد" من صحتها بالدليل، ما حملنا للاتصال بمدير المؤسسة العمومية لحديقة التجارب بالحامة قصد إيفادنا بتوضيحات من جانبه لكن دون جدوى.