في وقت تتنافس فيه الدول العربية على صعود العربة الأخيرة في قطار أنفلونزا الخنازير ، حتى تثبت رهان تواجدها الإعلامي والأممي كجزء لا يتجزأ من أنفلونزا أمريكا، في ذاك الوقت، يتفاجئ العالم بظهور مرض الطاعون بطرابلس، والطاعون كما نعرف مرض تاريخي بائد لم يعد له وجود إلا بين صفحات الكتب الصفراء، لكن، ولأن كل شيء بقدر، فإن أمير المؤمنين ورئيس السند والهند وصانع ملحمة ''طز'' المشهورة عالميا، صنع الحدث وتفرد بالطاعون في زمن الخنزير . بالجارة الرباط تجري تحضيرات على قدم وساق لإنجاح مسابقة ''أجمل حمار'' ذو جنسية عربية طبعا، والمسابقة تهدف لإعادة الاعتبار للأحمرة العربية الصامدة في وجه الركوب والضرب والقهر المسلط عليها، ورغم أن ظاهر المسابقة شأن حميري خالص ولا علاقة له بالمركوبين في مملكة جارنا أو في ممالك أخرى، إلا أن باطن الفكرة وخفاياها فخ سياسي بحت، كونه يتعلق بمجتمع الحمير المظلوم والذي لم يجد من خيار أمامه ،سوى التنافس على جمال قوامه، بدلا من التفكير في وسيلة لعتقه من رق الركوب و''الوكز''.. الطاعون ينتشر في ليبيا والحمير تتجمل بالمغرب والكلاب المتشردة تعض بالجزائر، والقاسم المشترك في الثلاثية السابقة، أن علل الأزمنة الغابرة صنعت وحدتنا المفقودة لنصبح خيمة واحدة ، توفر الطاعون وتحتفي بالحمير وتتجول بينها الكلاب العاضة، فمن قال أن حلم اتحاد المغرب العربي حلم بعيد؟ ومن شكك في أن ما عجزت عنه السياسة جسدته العلل وتوابل الأوبئة المنقرض