التقيناه بالجناح المصري في إطار فعاليات الطبعة 14 من الصالون الدولي للكتاب، حدثنا بكل عفوية وتلقائية عن مشاركة الهيئة في الفعاليات، وعن تجربتها الرائدة في ميدان صناعة الكتاب، كما عاد في هذا الحوار إلى التنويه بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الجهات الوصية على الثقافة الجزائرية في سبيل النهوض بالقراءة والمقروئية، وترسيخه كتقليد ثقافي لدى الجزائريين، من جهة أخرى أعرب عن التحسينات التي شهدتها طبعة 2009، مؤكدا على ثقته في تدارك المسؤولين للنقائص الملاحظة، فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.* هل لكم أن تحدثونا عن مشاركتكم في هذه الطبعة؟** ليست هذه المشاركة الأولى للهيئة المصرية العامة للكتاب، فقد سجلت حضورها المتميز في الطبعات السابقة، وهذا العام استقدمنا أحدث المطبوعات وأبرز العنوانين، على غرار الأعمال الكاملة للشيخ الإمام محمد عبده، التي أعدنا طبعها وتنقيحها مؤخرا، وجمعناها في خمسة مجلدات، إضافة إلى الأعمال الكاملة للدكتور عبد الجبار ابن أحمد.كما أحضرنا حقيبة ثرية تضم أمهات الكتب العربية التي تبحث في مختلف فروع المعرفة، كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلوم الاتصال.* حدثنا قليلا عن تجربتكم الرائدة؟ ** أولا وقبل كل شيء أوّضح أن الهيئة العامة للكتاب تعد الإبنة البكر لوزارة الثقافة المصرية، ولسانها الوفي، لذلك لنا تجربة رائدة في صناعة الكتاب عموما، سواء من ناحية المواضيع أو حتى طريقة الإخراج والطبع، فقد تخصصت منذ بدايتها في مجال ما يعرف ب " الكتاب الثقيل" أو المجلدات، فنشرنا المئات من القواميس والموسوعات والكتب التي تحاكي التراث المصري القديم، إضافة إلى تجربة المنشورات القومية التي يحتذى بها إقليميا وعربيا، كما لنا الأسبقية في طرح مشروع " القراءة للجميع ".* هل لكم أن تفصلوا قليلا في هذا المشروع؟ ** طرحناه في سبيل إرقاء مستوى المقروئية في مصر، حيث عمدنا إلى ربط علات مع كل الهيئات والمؤسسات التعليمية خاصة، وروّجنا للقراءة كفعل حضاري، من خلال تنظيم ملتقيات ومحاضرات، فهدفنا كان وسيبقى تحسين نمستوى القراءة، وتعزيزها لدى الجمهور، ومن هذا المنطلق لاق المشروع استحسانا من طرف عدة بلدان عربية، التي تطلع لإيجاد موطئ قدم لها في عالم القراءة والكتاب عموما، وذلك من خلال التسهيلات التي تقدمها للمؤلفين والكتاب تشجيعا لهم على مواصلة العمل الإبداعي.* ما هي انطباعاتكم عن الطبعة 14 من معرض الكتاب؟** صراحة اندهشت كثيرا من المستوى المذهل الذي وصل إليه القارئ الجزائري فقد حضر بقوة فاقت تصوراتي الشخصية، جمهور ذواق يتوق للاطلاع على آخر المستجدات في الساحة الثقافية المصرية والعربية، وما لفت انتباهي التوافد الكبير للجزائريين على أجنحة العرض، مما يؤكد على الإرادة الحقة لهؤلاء في كسر الإعتقادات القائلة بعزوف الجزائريين على المطالعة.* من هذا المنطلق، كيف تقيّمون واقع المقروئية في بلادنا؟ ** بالنظر إلى الإقبال المميز والواسع الذي شهدته الطبعة، أعتقد وأجزم بأن المقروئية في الجزائر تشهد انتعاشا محسوسا، فجميع الزوار أبدوا اهتماما خاصا بمختلف العناوين التي جلبناها، كما اهتموا من جهة أخرى بجمال المطبوعات وحسن الإخراج، مع التركيز على مستجدات الساحة الثقافية، وهذا يبشر بالأحسن، وهي نتيجة حتمية للمجهودات الجبارة التي تبذلها الجهات الوصية وحتى مسؤولي دور النشر الذين لا يدخرون جهدا في سبيل تحسين مستوى المقروئية لدى المواطن الجزائري. * أثيرت بلبلة إعلامية حول الخسائر المادية للعارضين، ما رأيكم في الموضوع؟ ** يقول المثل " مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة " وحسب تجربتي ومشاركاتي في العديد من المناسبات الثقافية والمهرجانات المهمة، أرى أن المشاكل التي صادفناها في خيمة العرض عرضية، يمكن تداركها في الطبعات اللاحقة، فقد سجلنا تحسينات معتبرة خاصة من ناحية التنظيم المحكم وتسهيل الإجراءات على مستوى الجمارك، وبالمناسبة أوجه طلبا لهذه المصلحة المتمثل في أخذ الحيطة والحذر أثناء فتح حاويات الكتب، فكثيرا ماأدى استعمال السكين إلى إفساد العديد من المطبوعات، أما فيما يخص المشاكل الأخرى فهي جانبية ويمكن تداركها، ولا تستحق في نظري الأهمية التي أعطيت لها فالمهم هو النجاح المذهل الذي حققه ا الصالون.* هل من كلمة أخيرة تضيفونها؟** أشكر وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزيرة خليدة تومي، ومحافظة الصالون الدولي للكتاب على الدعوة أولا، وعلى التسهيلات التي حرسوا على إحداثها من أجل إرضاء الناشرين والزوار على حد السواء، وأتمنى أن تستمر المشاركات في الطبعات اللاحقة، فالصالون أصبح موعدا ثقافيا ينتظره الجميع.